يعيش العالم معركة فاصلة بين الفكر النازي الذي يُمثل سلاح التدمير في هذا العصر وبين سلاح الضمير الذي يُمثل الحقوق المشروعة للإنسان؛ حيث اصطفت الصفوف بين صف استكبر على الحق وبين صف يدافع عن ذلك الضمير الذي ينشد حقوقه الإنسانية في هذا العالم الذي أصبح غريبًا عند البعض في مفاهيم من النازية التي تجيز اختراق جميع القوانين، وتمارس ما كان يمارسه النازيون في القرن الماضي من اضطهاد البشر واحتلال الأوطان بقوة سلاح التدمير وبين ضمير كان يُقاتل من أجل التحرير فما أشبه هذا الواقع بالأمس، ولكنه ليس بالغرب كما كان في ذلك القرن بل في الشرق الذي يُعاني من جنون النازية في عصر يختلف، ولكن مع ما تبقى من ذلك الفكر الذي مازال يغرس الخطر حين لم تكافح الأمم ذلك الفكر الذي يعتبر أصل الإرهاب والأم الكبرى التي تغذي الإجرام والتمرد وانتهاك القوانين الإنسانية، وتجيز الاحتلال من أحزاب متطرفة نازية ترتدي أقنعة خفية، وتمارس ذلك الفكر تحت التبرير والحجج الواهية التي أضرت وستضر العالم أجمع حين الصمت عن تلك الأحزاب المتآمرة على الإنسانية والمتمردة على القرارات الأممية حتى صنعت حروبًا لن تنتهي إلا بكوارث عالمية إن لم يفق الضمير الإنساني قبل فوات الأوان بلا تمييز عنصري؛ فلقد أصبحت الكثير من الشعوب تستدرك ذلك، ولكن مازال هناك نازيون يمارسون سياسة ذلك الفكر الذي يسعى إلى تدمير آخر للعالم بالقرن الواحد والعشرين إن لم يضع حدًا للإجرام النازي الذي يجب أن يكافح حتى لا يجر الأمم للخطر الأعظم.
بقلم/ غازي العوني