■ رحمك الله يا أبا عبد العزيز..
إلى الآن وأنا أعيش صدمة من الألم والحزن على فراق أعز الناس وأصدقهم وفاءً.. فالقلب ليحزن والعين تدمع على فراقك يا أبا عبد العزيز.. الخبر جاء كالصاعقة .. نقلته صحيفة الرياض تحت عنوان الزميل يحيى زيلع في ذمة الله… إنه أخي الذي لم تلده أمي .. كم عانى وتألم من مرضه، وكان يقول: الحمدالله أنا أحسن من غيري أنا بخير وصحة وعافية يا أبو سلطان .. الزميل يحيى زيلع -رحمه الله- كان مشرفًا على برنامج صوت النخبة في مجموعة نخبة الثقافة والإعلام، وكان مثابرًا وشغوفًا وحريصًا على نجاح برنامجه.. رغم أنني حاولت معه في آخر الأيام أن يستريح من تقديم البرنامج إلا أنه أصر أن يقدم برنامجه بكل حماس وحيوية… هذا هو يحيى زيلع الإنسان والصديق الوفي.
وقد وعدني بأنه سوف يزورني في جدة، ويشرف بلقاء جميع أعضاء مجموعة النخبة حيث مشتاق لهم .. وعن برنامجه إذاعة النخبة.. أناب الدكتورة سعدة الشمري في تقديم البرنامج .. وطلب مني أن أعمل لها إعلانًا مميزًا يليق بها.. وبمكانتها وكان أثناء بث البرنامج متواصل معي ليطمئن على نجاحها، وكم كانت سعادته عندما يرى نجاح غيره .. هذا هو قلب يحيى زيلع.. ذلك المثقف والأديب والمذيع المتألق صاحب الأسلوب الراقي والمرموق، وعندما تستمع إليه تقول ليته يطول في حديثه… كان -رحمه الله- يخجلني كثيرًا بكرمه وشهامته، وعندما أتحاور معه؛ وكأني أمام أخ بل أخوك بل أكثر من ذلك .. فعلًا هناك من الأصدقاء من هم أعز من أخوك… وأبا عبد العزيز لا أعده إلا أخي الذي لم تلده أمي…. آخر اتصال بيني وبينه وأنا في تركيا، وكانت والدتي -يحفظها الله- ويطول في عمرها بجانبي، وكانت تسمعه وهو يقول ادع لي يا أبو سلطان … فسألتني من هذا الشخص؛ فقلت لها هذا زميل يتحدث معي وهو على السرير الأبيض.. فرفعت يديها وأخذت تدعي له .. ويحيى كان يستمع إلى دعائها.. وعندما رجعنا من تركيا.. كانت الوالدة تسأل عنه كيف حال صاحبك؟
رحم الله صاحبي وصديقي وأخي الغالي يحيى زيلع، ونسأل الله العلي القدير أن يجعله مع الشهداء والصديقين، وأن يجمعنا به في الفردوس الأعلى، وأن يجبر كسرنا على مصابنا، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا اليه راجعون… إلى اللقاء يا صديقي..
0