المقالات

إسهامات العلماء المسلمين!!

مع إيماني التام لما قام به علماء الغرب الذين أسسوا العلوم الحديثة عبر القرون بدءًا من القرن السادس عشر حتى وقتنا الحاضر. إلا أنني أؤمن يقينًا أيضًا بأنهم قد استندوا في كل ذلك على ركيزة ثرية لم يكن بإمكانهم أبدًا التقدم من دونها، وأعني بذلك الإرث الضخم للحضارة الإسلامية في مختلف مجالات المعارف والعلوم والميادين.
ونلاحظ أن تاريخ الاكتشافات العلمية دائمًا ما يسلط الضوء على ما قام به علماء الغرب من اكتشافات؛ لذلك من النادر العثور على موقع إلكتروني غربي يتكلم عن ما قام به العلماء العرب والمسلمون قبل نظرائهم الغربيين بمئات السنين.
فعلى سبيل المثال، قبل نحو ألف عام من مجيء مؤسس علم الفلك الحديث البولندي “نيكولاس كوبرنيكوس” صاحب نظرية مركزية الشمس ومؤلف كتاب “حول دوران الأجرام السماوية”، طوّر العالم المسلم “نصير الدين الطوسي” نماذج للكواكب تضع الشمس في مركز النظام الشمسي بدلًا من الأرض.
وقبل نحو نصف قرن من مجيء “كرستوفر كولومبوس”، اقترح العالم “أبو الريحان البيروتي” وجود يابسة إلى الغرب تشبه في حجمها حجم القدرات المعروفة ويقصد بذلك (أمريكا)، والتي أطلق عليها “كرستوفر كولومبوس” العالم الجديد.
وقبل قيام العالمين “فيرن ستروم وجوهانسون” بجراحة إزالة حصى الكلى عام 1976م، طوّر العالم المسلم “عبد الملك بن زهر” طرقًا جراحية لإزالة حصى الكلى.
وقبل ستمائة عام من مجيء العالم الفذ السير “إسحاق نيوتن”، صاحب نظرية الجاذبية الأرضية والفيزياء، سبقه إليها علماء من المسلمين؛ ومن أبرز من تكلم في الجاذبية الأرضية العالم اليمني الموسوعي “أبو محمد الحسن الهمداني”، وكذلك “أبو جعفر الخازن” الذي تحدث عن التسارع في سقوط الأجسام نحو الأرض واحتوى كتابه بعنوان “ميزان الحكمة” ما يشير على يدل على معرفته بالعلاقة بين السرعة التي تسقط بها الأجسام نحو الأرض والزمن الذي تستغرقه، وهي ما نصت عليه المعادلات المنسوبة للعالم الشهير “جاليليو” في القرن السابع عشر.
وأخيرًا ما يسمى بالثنائية الديكارتية والتي هي نقل مباشر من الشيخ الرئيس” ابن سيناء”، فعالم الرياضيات والفيزياء الفرنسي “رينيه ديكارت”، أشهر ما اشتهر به هو مقولته الذائعة الصيت “أنا أفكر إذًا أنا موجود”، وهذه المقولة ما هي إلا نقل يكاد يكون نصيًا من نظرية الشيخ الرئيس “ابن سيناء” المسماة “الرجل المعلق في الفضاء”.
وهذه جزء من المعلومات الثرية لا يتم الحديث عنها، والتي تُمثل جانبًا براقًا للعلماء المسلمين الذين نهل علماء الغرب من نبعهم واستندوا فيها إلى أبحاثهم وأفكارهم، وأضافوا إليها وانطلقوا منها إلى أيامنا هذه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى