المقالات

المسؤول الفاشل والمسؤول الناجح

في الأعمال الوظيفية الرسمية والخاصة تقتضي بعض الظروف أحياناً، والحظ أحياناً أخرى أن يصل أحد الأشخاص إلى منصب هام فيه من المسؤولية الوظيفية الشيء الكثير، وقد يكون هذا المسؤول لايملك من أبجديات فن الإدارة وإنما همه الأول والأخير أن يسارع في كتابة الملاحظات دون الاستماع إلى الطرف الآخر وكأن لسان حاله يقول:
المهم المسارعة بكتابة المزيد من الملاحظات والهرولة بها نحو المسؤول الإداري الأول؛ ليثبت من جهة كفاءته المزعومة، وليثبت للآخرين أنه يقوم بأداء عمله على أكمل وجه.

وحقيقة لا يوجد اختلاف بين إثنين في وجهة النظر حول أهمية تقييم عمل المنشأة المنفذ والوقوف على أدق تفاصيله وإبداء المرئيات اللازمة حياله، ولكن أن يكون هذا المسؤول أجوف بمعنى أنه لايملك أي خبرات أو حلول تساعد في تحسين جودة المنشأة المُزارة، ولا يتقبل أيضًا وجهة النظر الأخرى فمثل هذا المسؤول الفاشل توفر له جهود أعباء الزيارة منذ لحظات بداياتها بإمداداه بالملاحظات التي تعيق المنشأة في عملها؛ لكتابتها في التقرير الرسمي؛ اختصارا لجهده ووقته المبذول..!! فهذا ما يأمل به المسؤول الزائر أو بالأصح الفاشل من تصيد الأخطاء. ومثل هذا المسؤول الفاشل توفرت له بعض الظروف التي أوصلته لمكانته الوظيفية وأعان الله من كان تحت مسؤوليته فهو في كل الأحوال لا يسمن ولا يغني من جوع، وهو هنا بمثابة صاحب النقد الهدام ليس إلا.

وفي الجانب الآخر تجد مسؤولًا ناجحًا يتسم بالعلم والمعرفة وسعة الأفق والربط في أرض الواقع بين عمل المنشأة الجاد والإمكانات المتاحة لها وهمه الأول والأخير مساعدة المرؤوسين في الوصول للهدف المنشود، فهو يستطيع الوقوف على أدق تفاصيل العمل، ويميز حقيقة بين عدم قيام العاملين بأعمالهم ومهامهم، وبين رغباتهم في الإنجاز والتفوق ومعرفة المعوقات التي تحول دون تحقيق المطلوب ويحرص بشدة على حلها وهو في مقر المنشأة، وبالتعاون مع جميع العاملين حتى يلاحظ الجميع مدى جدية هذا المسؤول، وسلامة نيته، ورغبته الأكيدة في تجاوز كل العقبات الموجودة، وإن لم يستطع حلها أو تخفيف المعاناة ينقلها مباشرةً للمسؤول الأول بكل شفافية ووضوح فهذا هو الدور المفترض للمسؤول المباشر بل هو الدور المناط به في حقيقة الأمر.

إن مشكلة بعض المؤسسات هو عدم الوضوح في رؤيتها أساساً مما ينعكس بطبيعة الحال على عمل هياكلها العامة فتجد عند وقوع أول مشكلة يتهرب الجميع من تبعاتها فالكل هنا حريص على المنصب الذي؛ ليقع التقصير على الإدارة الأدنى فهي كالمعتاد كبش الفداء للإدارة الوسطى، وحتّى للإدارة العليا. وعلى أي حال ينبغي على كل إدارة عليا توفير كل أدوات النجاح والتفوق لكل منشأة سواء في الإدارة الوسطى، أوالإدارة الدنيا من إمكانات بشرية أو مادية أو فنيةومن ثم تأتي المحاسبة المشروعة إذا أرادت فعلاً النجاح للمنشآت التابعة لها، أما أن تترك كل منشأة تسير في مهامها بدون دعم مستحق فحينها لا نطالب الآخرين بالإنجاز المأمول.

همسة:
مابين المسؤول الفاشل، والمسؤول الناجح خطوات تصحيحية عاجلة لا بدّ من عملها قبل أن تقع الكارثة المؤلمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى