تندلع الحروب بين الدول لعدة أسباب منها؛ العقيدة، والخوف، والمصالح، والمكانة، والانتقام؛ ومع ذلك شهد التاريخ اندلاع حروب عديدة لأتفه الأسباب وأغربها؛ منها تلك التي اندلعت عام 1883م، بين أحد قبائل الجنوب الأسبانية والإمبراطورية الفرنسية، بعد أن نما لعلم أبناء القبيلة أن ملك إسبانيا “ألفونسو الثاني عشر” قد تعرض للإهانة من قبل بعض الأشخاص خلال رحلته لمدينة باريس، فقرروا معاقبة الإمبراطورية الفرنسية بأكملها، واستمرت الحرب قرابة 98 عامًا.
ومن هذه الحروب التافهة ما تسمى بحرب “الكلب الضال” والتي نشبت عام 1925م، بين “اليونان” و”بلغاريا”، عندما طارد جندي يوناني أحد الكلاب الضالة متجاوزًا الحدود إلى بلغاريا، فقام عندها أحد جنود بلغاريا بقتله، أدى ذلك الحادث لاندلاع الحرب بين الدولتين لمدة أسبوعين راح ضحيتها 52 شخصًا من الجانبين.
ومن أغرب حروب التاريخ تلك التي اندلعت بين الجيش الإسترالي وطيور “الإيمو” عام 1932م، عندما تكاثر عدد طيور “الإيمو” في أستراليا ليصل العدد إلى أكثر من عشرين ألفًا، أدى لتدمير المحاصيل الزراعية، وعندها قررت الحكومة الأسترالية إعلان الحرب، وقامت بإرسال فرقة من الجيش مسلحة بالرشاشات لقتل تلك الطيور، استمرت الحرب بين الجانبين لمدة أسبوع قبل أن يفقد قائد الجيش الأمل في القضاء على تلك الطيور، فقد تمكن جنوده من قتل 2500 طائر فقط.
ومن أغربها أيضًا تلك التي اندلعت بين “الهندوراس” و”السلفادور” بعد أن خسرت الأخيرة مباراة كرة قدم أمام ” الهندوراس”، الأمر الذي أثار غضب جماهير السلفادور وقاموا بعمليات شغب داخل الملعب، وبعدها اندلعت الحرب بين البلدين لمدة أربعة أيام قتل بسببها 3000 شخص من الجانبيين.
وكذلك الحرب التي نشبت بين “بريطانيا” و”أسبانيا” عام 1739م، واستمرت لمدة تسع سنوات، وكانت بحجة أن السلطات الأسبانية قامت بقطع أذن ربان سفينة تجارية بريطانية يعمل على التهريب، ويطلق عليه ” روبرت جنكيز” وسميت هذه الحرب بحرب الربان “جنكيز”.
ومنها الحرب التي سميت بحرب “335” التي دارت عام 1651م، بين “هولندا” وجزيرة ” سيلي” البريطانية، استمرت تلك الحرب لمدة ثلاثة قرون، لتكون بذلك أطول حروب التاريخ، والغريب أنه لم يلقَ أي شخص من الجانبين مصرعه.
الحرب التي اندلعت عام 1325م، وسميت بحرب” دلو البَلّوط” بين مدينة “مودينا” ومدينة “بولونيا” الإيطاليتين، نشبت الحرب عندما أغار جنود من مدينة “مولدينا” على مدينة ” بولونيا” بسبب وجود دلو مصنوع من الخشب في مدينة “بولونيا” كانوا يعتقدون أنه يعود في ملكيته لمدينتهم “مودينا”.
أختم بحرب “البسوس”، والتي استمرت لسنوات بين القبائل العربية في الجاهلية؛ بسبب قتل ناقة “البسوس بنت مِنقّر”، وسميت بالبسوس نسبة إليها، وهي خالة جساس بن مرة الذي قتل كليب بن ربيعة. قتل في هذه الحرب الكثير من الناس وأريقت فيها الدماء؛ وحدث خلالها ست معارك عظيمة كانت تعد ملاحم بين القبيلتين.
