المقالات

الحوثي يهرب نحو غزة

تعتبر هجمات مليشيا الحوثي نحو البحر الأحمر وتجاه القوات الأمريكية المتمركزة في المنطقة، أمرًا لا يمكن تجاهله، ورغم أن هذه الهجمات لا تُشكِّل تهديدًا فعليًا على القوات الأمريكية، أو ممكن أن تحدث تغييرًا في القوى العسكرية إلا أنها تعكس الواقع السياسي والعسكري المعقد في اليمن.
تُشير المزاعم حول إطلاق صواريخ باليستية نحو أهداف أمريكية في البحر الأحمر، إلى أن مليشيا الحوثي تحاول مواجهة المخاوف الداخلية والاحتقانات، والهروب من الاستياء المتزايد للسكان الذين يعيشون تحت سيطرتها.
تُعاني مليشيا الحوثي العديد من التحديات الداخلية، مثل: مطالبات الموظفين بدفع الرواتب للموظفين والذي تستغله المليشيا لصالح عناصرها القتالية والكشف مؤخرًا عن العديد من عمليات الفساد، بالإضافة إلى نهب الموارد المالية الضخمة من إيرادات الجمارك والضرائب والجبايات المتنوعة والمتعددة.
ومع ذلك، فإن الهجمات الحوثية لن تحقق أي تأثير فعلي على القوات الأمريكية أو الإسرائيلية، ولكنها تضر بسيادة اليمن على باب المندب وتعطي للأمريكيين والإسرائيليين المبرر للتواجد في البحر الأحمر.
فقد أظهرت الأحداث السابقة أن قدرات المليشيا العسكرية لا تكفي لتحقيق أي تغيير جوهري في المنطقة، و إن الهجمات الاستفزازية التي تقوم بها مليشيا الحوثي لا تشكّل أي تهديد حقيقي، بل هي محاولة لجذب انتباه اليمنيين وبقية العرب بعيدًا عن الفشل الواضح للمليشيا في توفير الاحتياجات الاقتصادية للشعب اليمني.
من الواضح، أن مليشيا الحوثي تحاول استغلال القضية الفلسطينية ومشاعر اليمنيين والعرب تجاهها، من خلال إطلاق الصواريخ وجعلها تتصدر الأخبار؛ بهدف التغطية على فشلها الواضح في تحقيق أهدافها الداخلية، وتحقيق الاستقرار والتنمية والسلام لليمن، والذي هو استحقاق ومطلب كل اليمنيين.
علينا أن ندرك أن القضية الفلسطينية هي قضية عربية وإسلامية، وتتطلب تضافر الجهود والتكاتف لدعمها وحلها بطرق سلمية وعادلة.

وإن استغلال مليشيا الحوثي لهذه القضية ليس إلا محاولة لتغطية فشلها واستمرارها في إثارة الاضطرابات في اليمن والمنطقة لصالح ايران.
يجب على المجتمع الدولي أن يعمل على تعزيز الاستقرار في اليمن، ودعم القوى الوطنية في مواجهة المليشيا الحوثية.
ويجب أن نتذكر أن استقرار اليمن هو في مصلحة الجميع وأن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء النزاع وبناء مستقبل أفضل لليمن والمنطقة بأكملها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى