منذ إعلان استحواذ صندوق الاستثمارات لـ 75% من الأندية الأربعة الكبار والسؤال الذي يسيطر على مجالس الوسط الرياضي عن آلية هذا الدعم؟ وينبثق عن هذا السؤال الرئيسي حفنة أسئلة عن هل الدعم بين الأندية الأربعة متساوية؟ وما هي صلاحيات الذين يمثلون الصندوق في مجالس شركات كل نادٍ من الأندية الأربعة؟ والأهم هل يرتبط أداؤهم بنجاح أو تراجع هذه الأندية؟ وماذا تفعل الأندية إذا كان هناك خلل واضح بعثر أوراق النادي كما يحدث للاتحاد؟
قد تكون هذه الأسئلة التي تدور في عقول الوسط الرياضي، أما أهم سؤال يدور في رأسي فهو هل هناك إمكانية تحديد مكامن الخلل؛ بحيث يوجه النقد واللوم على ممثلي الصندوق في مجالس شركات الأندية أو على ممثلي النادي في الشركة وهم الرئيس ونائبه والعضوان؟ بمعنى من المسؤول وإلى من يوجه الإعلام والوسط الرياضي وأنصار كل نادٍ سهام النقد.
عندما نتناول وضع نادي الاتحاد بطل الدوري السعودي في نسخته الأخيرة نجد أن الفريق الذي سيمثل السعودية في مونديال أندية العالم بدأ تعاقداته مع أفضل لاعب في العالم وأفضل محور في العالم، وتوقع الاتحاديون صفقات مدوية تليق بممثل السعودية في مونديال العالم، لكن شيء من ذلك لم يحدث فتهاوت الأحلام، وتنامت الشكوك والأوهام، وأصبح الفريق يترنح وآيل للسقوط فمن المسؤول عن هذا الوضع المخيف؟ ومن الذي يستطيع وضع الحلول؟ الطاسة ضائعة بالنسبة لمحبي النادي المغلوبين على أمرهم فهم يشاهدون شيخ هرم يتهادى ويتعكز على عكاز التاريخ، ويشاهدون ويشعرون بأوضاع تُنذر بخطر قادم لا محالة، نعم الطاسة ضائعة بالنسبة للجمهور لأنهم أمام يد القدر التي تتقاذف ناديهم بوحشية طاغية دون معرفة المسؤول عن هذا الوضع المزري.
ليس الفوز والهزيمة مربط الفرس فالرياضة هكذا فوز وهزيمة، ولكن الشق أكبر من الرقعة فالجهاز الفني صامت على مضض ولا نعلم كم نسبة تحمله من الأخطاء الكارثية، والحائلي وكعكي ومن معهما الذين يمثلون الاتحاد في الشركة صامتون، ولمح الرئيس في بعض المناسبات بقوله “ليس كل ما يُعلم يقال” وكأنه يقول في فمي ماء، والكعكي الدينمو المحرك الذي قدم الصفقات التي لا ينساها الاتحاد واقف في طابور الصمت!!!
وممثلو الجهة الأخرى في شركة الاتحاد أعرق الأندية السعودية لا يتحدثون، والفريق آيل للسقوط فكم نسبة الأخطاء التي تتحملونها التي أوصلت النادي لهذا الوضع؟ وهل نسبة الاستحواذ دعم بدون محاسبة أم لتخطيط مستقبلي لبناء رياضة سعودية تصل للعالمية بكل قوة وبمحاسبة دقيقة في كل جزئيات العمل؟ وكيف يشارك الاتحاد باسم السعودية في مونديال الأندية العالمية التي تستضيفها السعودي لأول مرة الشهر المقبل وهو مثل الذي كتفوه وألقوه في اليم وقالوا له إياك أن تبتل بالماء؟ وكيف يشارك بدون مرحلة إعداد لبداية الموسم وبدون مباريات ودية أسوة بأندية العالم؟ وكيف يزج بلاعبين مسنين ومتهالكين ومصابين في معترك دولي لا يرحم؟
ودي أمارس النقد بمنطقية ومصداقية لكن ضد من؟ من الذي تسبب في هذا الوضع الخطير؟ أمامي وضع مأساوي ولا أعلم من الجاني فهل أرمي بالتهم مثل الأطرش في الزفة هنا وهناك؟، أم ننتظر قدوم النقاط الصريحة لتوضع على الحروف من باب العدالة والأمانة، بعد أن طفح كيل أنصار الاتحاد، ووصل الألم مداه، ولا زالوا يتحسسون مصدر هذا الوجع!!! فمن الجاني؟
نريد موقفًا شجاعًا نعلم من خلاله من الذي أسقط الاتحاد في وحل الغليان والسقم، نريد نقاط توضع على الحروف بكل شجاعة، نريد حلولًا سريعة تبدأ بالتعاقد مع مدرب عالمي وإعارات مؤقتة من الأندية التي تعلم قيمة وأهمية مشاركة السعودية في مونديال أندية العالم.
السطر الأخير ما تعرض له الاتحاد من انهيارات في جميع أوصاله قد يتعرض له نادٍ آخر في المواسم المقبلة والأيام دوارة يومًا لك ويومًا عليك، ومعرفة مكمن التقصير حاليًا يسهل وضع العلاج ولو أن الاتحاد الآن وللأسف في غرفة العناية المركز وإنعاشه يحتاج لاجتثاث الأخضر واليابس بدون رحمة؛ فالوطن يعلو ولا يعلى عليه.
0