المقالات

مصير الأمة بيدكم.

انطلاقا من مسؤوليتها الراهنة كرئيس للقمة الإسلامية الحالية، ومن كونها دولة المقر، فقد وجهت المملكة الدعوة إلىالقادة المسلمين لعقد قمة إسلامية استثنائية عاجلة في الرياض، الأحد القادم 28 ربيع الثاني 1445هـ، الموافق12 نوفمبر 2023م، لبحث العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني.
وكما نرى فإن هذه القمة التاريخية وغير المسبوقة من حيث مشاركة أكبر عدد من القادة العرب والمسلمين، وذلك بعد يوم واحد من القمة العربية غير العادية في العاصمة الرياض، ولذات الأهداف يلتقي الجميع، وفي مقدمتها جمع صفوف الأمتين العربية والإسلامية وتوحيد مواقفها، وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني الأبيّ والوقوف معه بمواجهة إسرائيل وكل الأطراف الداعمة لها والمكرسة لوجودها على أرض فلسطين وتعديها على حقوق أبنائها التاريخية في العيش بأمن وسلام والتمتع بكامل حقوقهم القانونية والإنسانية والطبيعية.
يحدث هذا في الوقت الذي تمارس فيه إسرائيل حرب إبادة لأبناء الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية بصورة أساسية، وعلى الحدود اللبنانية الجنوبية، بدعم كامل وعريض من أمريكا وبعض دول أوروبا الغربية والسائرين في فلكهم.
وبالتأكيد فإن هذه القمة وبحضور هذا العدد الكبير من القادة ومن ورائهم كافة الشعوب العربية والإسلامية، إنما يقفون اليوم أمام مسؤولية تاريخية عظيمة لاتخاذ قرارات تاريخية وعقلانية ومحسوبة بدقة، لتحقيق أهداف حيوية وبالغة الأهمية ومحورية تتمثل في التالي:
أولًا: الحفاظ على أرواح أبناء شعب فلسطين بوضع حد نهائي للعدوان وقتل الأبرياء وتهجير وتشريد الآمنين.
ثانيًا: إيقاف المخطط الصهيوني التوسعي بالاستيلاء على المزيد من الأراضي الفلسطينية وإلغاء هويتها العربية الفلسطينية، وتوسيع دوائر الاستيطان الإسرائيلي على كامل أراضي فلسطين، وإلغاء ما تبقى لأصحابها الشرعيين من وجود.
ثالثًا: استقطاب المجتمع الدولي ووضعه أمام مسؤولياته التاريخية والأخلاقية والإنسانية، وتذكيره بأهمية الوقوف بمواجهة الظلم والطغيان، وحثه على تطبيق الأنظمة والقوانين والقرارات الصادرة من الأمم المتحدة والموافق عليها من معظم دول العالم بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا الغربية، ومنها قرار حل الدولتين الذي ترفض إسرائيل التقيد به والالتزام بتنفيذ نصوصه وتجد -مع كل أسف- دعمًا وتأييدًا من دول يفترض فيها أن تحترم قرارات الشرعية الدولية وتقف مع الحق والعدل بعيدًا عن أي حسابات أخرى.
رابعًا: الحيلولة دون تمادي إسرائيل في تحويل العدوان الراهن إلى حرب واسعة وشاملة ستكون مدمرة وغيرمسبوقة، ليس فقط لمنطقة الشرق الأوسط وإنما للعالم بأسره وعلى كافة الأصعدة والمستويات، وذلك بتجنب استخدام كافة مقدرات الأمة وتعريض سلامتها للخطر ومواجهة مستقبل أسود لا أمل فيه لحياة سعيدة لأجيال قادمة لا ذنب لها في كل ذلك.
لذلك أقول.. إن هذه اللحظات التاريخية الفارقة التي نعيشها تحتم على الجميع اتخاذ قرارات تاريخية مسؤولة ،بعيدًا عن حالة الاحتقان الراهنة، وخاضعة لحسابات لا مجال للعواطف والانفعالات فيها، لأنها سوف تنعكس على جميع دولنا وشعوبنا وأوطاننا، ولا يجب أن ترتهن لأي حسابات أو مصالح ضيقة أو مؤقتة وقصيرة النظر ومتشنجة، حتى لا يجد العدو ومن يدعمونه ويقفون وراءه وفقًا لحساباتهم الخاصة وتجاربهم معنا في الحروب والمواجهات السابقة فرصة لشطب قضية فلسطين من الخارطة الكونية، وتشريد شعبه والقضاء على مقومات حياته ومكونات وجوده إلى الأبد لا سمح الله، وذلك هو المصير الذي يعمل أعداؤنا على تحقيقه على حساب أمتنا جمعاء وليس -فقط- على حساب شعب فلسطين وأرضه.
إنها لحظات تاريخية هامة نترقبها بكل اهتمام وكلنا ثقة في قادتنا وهم يجتمعون في بلد الحرمين الشريفين والأراضي المقدسة، وموئل هذه الأمة ومصدر عزتها وإلى أبد الآبدين، وكفى أمتنا خسائر وانهيارات ودفع المزيد منالأثمان الباهظة على حساب الأجيال المتعاقبة.
وليس ثمة شك في أن المملكة بشكل عام والعاصمة الرياض بشكل خاص، ستكون على موعد حتمي لإعادة كتابة التاريخ لصالح هذه الأمة العظيمة، ولنصرة فلسطين وشعب فلسطين، وللحفاظ على مكتسبات الجميع بفضل الله أولًا ثم بفضل الحكمة التي يتحلى بها قادتنا، وسوف تهنأ بها شعوبنا.
وللملوك والقادة والزعماء العرب والمسلمين أقول: إن مصير الأمة كل الأمة وليس فقط مصير فلسطين وشعب فلسطين بيدكم في هذه اللحظة التاريخية الهامة، ونحن متأكدون بأنكم ستكونون في المستوى الذي يحقق للجميع كل الخير، وليبارك الله اجتماعكم ويشد أزركم ويوفقكم إلى تأمين سلامة الجميع والله يحفظكم ويرعاكم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى