تتطلع الشعوب العربية المكلومة وتتجه بوصلتها التفاؤلية إلى القمة الإسلامية الاستثنائية، الطارئة المنعقدة غدًا في عاصمة المملكة العربية السعودية الرياض؛ لمناقشة وبحث العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني الشقيق، وهي تعقد في منعطف كارثي وواقع مأساوي يدعو إلى الشفقة، تجرعت خلالها الأمة الثكلى الألم، ولعقت الجراح وامتزج الدمع بالدم من تحديات داخلية وأطماع خارجية إقليمية ودولية لأحداث تغيير بنيوي على مختلف الأصعدة؛ لتحقيق الهيمنة والسيطرة على مقدرتها وإمكاناتها التي تمتلكها، وتمنحها القوة من مواقع استراتيجية ومضايق مائية وقوة اقتصادية متنوعة وكثافة بشرية شبابية تستطيع بها إذا تحققت بجناحي الإرادة والوعي المستنير القفز إلى مصاف الدول والتحالفات العظمى.
لذلك تنشد الأمة العربية والإسلامية قادة المسلمين وزعمائها التي تقع على عاتقهم مسؤولية كبرى أن يكونوا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضًا، وينبذون الفرقة والخلاف، وأن يتحدوا ضد التحديات التي يواجهونها من الصهاينة المحتلين واتخاذ موقفًا موحدًا من العدوان الصهيوني يدعو إسرائيل لوقف فوري لهجماتها الشرسة على غزة ورفع الحصار، وتمكين وصول المساعدات للمحتاجين واحترام القانون الدولي الإنساني، والتأكيد على أن لا بديل عن تسوية سلمية تستند إلى القرارات الدولية وحماية الفلسطينيين في غزة، من إرهاب، وتدمير وحصد الآلاف من الأرواح، وتهجير شعب غزة من أراضيه ، وإنهاء الحصار القاسي المفروض عليها.
وعلى قادة الدول الإسلامية استخدام أدواتها وتوظيفها للضغط على إسرائيل، منها سحب السفراء من الدول التي تقيم علاقات دبلوماسية معها، ووقف أي تعاملات اقتصادية أو تجارية أو عسكرية.
وهذا ما ينشده، ويسعى إليه، رجل المرحلة الراهنة، خادم الحرمين الشريفين من هذه القمة الاستثنائية بتوحيد العمل المشترك، وحشد كل الطاقات لعودة الاستقرار وإنهاء الحصار القاسي لشعب غزة، وأن السلام يمكن تحقيقه عبر حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، بما يكفل حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
أكدت لإحداث سلامة قانون الوحدة القوي والمصالح المشتركة في عصر لا يعترف إلا بالقوة ولا مكان فيه لتكتلات الهشة المتمزقة والمتشرذمة؛ وعلى القادة والزعماء الإسلاميين في قمتهم إفشال المشروع الصهيوني الاستعماري وانتهاج سياسة الاحترام لسيادة الدولة الفلسطينية، فالشعوب العربية والإسلامية تأمل الخروج من عمق العتمة الحالكة؛ لينبثق نور القوة وحلمها بالخروج من قرارات تتخذ وتطبق لتعكس التصميم على السير قدمًا بإيمان وقناعة وندية لتطلعات الأمة واستثمار كل الإمكانات وتجاوز حالات الوهن وتحصين الأمن القومي والدفاع المشترك عن مصالحنا ومستقبل أجيالنا، والبدء في تنفيذ المشروع العربي الإسلامي النهضوي للأوطان والشعوب.
ومضة…
نحن أمة كُتب عليها التحدي، ولا حياة بدونها وبملك العزم والحزم، وأخوته قادة العالم العربي والإسلامي تستفيق الأمة من سباتها، وتصنع حضارة ازدهار واستقرار.
0