تشهد المملكة ولله الحمد هذه الأيام أجواء باردة في مختلف المناطق فلا تكاد درجات الحرارة في أي مدينة إلا وقد تغيرت إلى مستوى أقل بكثير من ذي قبل وبطبيعة الحال تزداد البرودة في المناطق المرتفعة كعروس المصائف الطائف، والباحة، وأبها، وغيرها بعد موسم صيف قد يكون من المواسم غير المسبوقة والتي شهدت درجات حرارة عالية جداً، بل كان هناك شعور بحالات اختناق في المناطق الساحلية بسبب ارتفاع نسبة الرطوبة، وفي نفس الوقت تشهد مختلف المدن هطول أمطار غزيرة تجذب الكثير من محبيها في كل مكان حال هطولها سواء في السهول، أو الجبال، أو في أي مكان تسقط فيه الأمطار داخل حدود المدينة أو خارجها وخاصة في المناطق البرية فنجد الكثير من الناس يتسابقون إلى رؤية الأمطار وهي تصب في الأودية والشعاب، هذا غير السيول المنقولة والتي تضفي رؤيتها على النفس السعادة فسبحان مغير الحال من حال إلى آخر.
وفي المقابل تأتي تحذيرات الدفاع المدني برسائل توعوية هامة عبر مختلف القنوات الإعلامية بأخذ الحيطة والحذر في هذه الأوقات من كل عام؛ لما تشهده هذه الأجواء من هطول أمطار غزيرة تجعل بعض الأشخاص يغامرون بأرواحهم وممتلكاتهم؛ من أجل البحث عن المتعة المحفوفة بالمخاطر للأسف فلا يبالون في النزول إلى أودية، أو إلى شعاب وقد امتلأت بهما المياه فوق المستوى الطبيعي مما يجعل الرؤية فيهما غير واضحة، والشخص المغامر حال دخوله ومع الاندفاع، وعدم الشعور بالمسؤولية، إضافة إلى عدم اتباع نصائح وإرشادات وزارة الداخلية والمتمثلة بإدارة الدفاع المدني بصفة رئيسة، وبمساندة من إدارة المرور تأتي الأمور على غير ماهو متوقع ومأمول. فكم شاهدنا أحداثاً مؤسفة من بعض الفئات وخاصة فئة الشباب وهي تضرب عرض الحائط للتوجيهات والنداءات المتكررة من عدم النزول إلى الأودية، أو البقاء في طريق السيل، أوالاقتراب من مجرى السيول، أو الوقوف على حافتها، ويكفينا أخذ العظة والعبرة من إحصائيات الدفاع المدني الرسمية عن ضحايا لحوادث مؤسفة.
إن المأمول من جميع أفراد المجتمع الالتزام التام بالتعليمات الصادرة من إدارة الدفاع المدني في هذه الوقت وفي كل الأوقات على مدار العام، والتعاون التام من خلال الاستجابة المباشرة لجميع الرسائل المرسلة والتجاوب مع مجمل تفاصيلها. ولا يخفى على الجميع مقدار الغرامة المقدرةب 10,000 ريال على مخالفي الأنظمة، إضافة إلى أهمية الالتزام بتعليمات إدارة المرور الآنية فبلا أدنى شك أن المقصود من مثل هذه الرسائل التوعوية هو: حماية الأرواح والممتلكات، كما ينبغي الحرص على متابعة كل ما يصدر من المركز الوطني للأرصاد؛ للاطلاع على أخبار الطقس أولاً بأول بحيث يتمكن كل مواطن ومقيم من معرفة مدى إمكانية الخروج لمناطق التنزه من عدمها، فليس من المقبول أن يبحث الإنسان عن متعة تؤدي في نهاية الأمر إلى التهلكة وهذا ما نهى عنه الدين الإسلامي. على أي حال كل ماترجوه الإدارة العامة للدفاع المدني ونرجوه جميعاً هو قضاء أوقات سعيدة للجميع في ظل هذه الأجواء الجميلة مصحوبة بأمن وسلامة من كل شر ومكروه وسوء بمشيئة الله تعالى.