المقالات

شبكات التواصل الاجتماعية – قوة المقاطعة

عندما يبلغ عدد مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي في العالم العربي 170 إلى 175 مليون مشترك أي ما نسبته 28% من جميع مستخدمي سكان الأرض؛ فهذا الرقم يكشف الحضور والتأثير الكبير للعالم العربي على هذه المنصات.
شبكة الفيسبوك هي الشبكة الأكثر شعبية والأوسع انتشارًا في العالم، بها الكثير من المزايا التي تجذب كل الأعمار، هي وسيلة تواصل اجتماعي مفضلة لأفراد الأسرة والمجتمعات الصغيرة والكبيرة، لكن بعد قيام إدارة الفيسبوك بتقييد المنشورات وفق معايير تجامل الكيان الصهيوني، رغم أن ذلك يُخالف قرارات الأمم المتحدة التي تؤيد حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وتدين الاستيطان وممارسات الاحتلال، وبعد التعسف في فرض الرقابة على حرية التعبير، تم إغلاق آلاف من صفحات السياسيين والنشطاء والمثقفين والمفكرين المؤيدين للقضية الفلسطينية.
هذا التحيز من قبل شبكة الفيسبوك للصهيونية، كان سببًا في هجرة الكثير إلى شبكة X (تويتر سابقًا)، التي بكون فيها سقف حرية التعبير أفضل بنسبة كبيرة، ممّا يعطي مصداقية في تشكيل الرأي العام الحقيقي وليس الرأي العام الموجه والمقيّد؛ ونظرًا لعدم فرض شبكة X (تويتر سابقًا) أي قيود على المنشورات، اضطرت الصهيونية إلى ظاهرة الذباب الإلكتروني، وهي مجموعات مأجورة يتم توظيفها لشنّ حملات لصالحها بمقابل مادي، من الطبيعي ظهورها لتشكيل رأي عام يوافق سرديته المكذوبة، والتي بات غالبية العالم يعرفها.
أعتقد أن شبكة الفيسبوك قد خسرت الكثير من النخب والنشطاء والسياسيين الذين باتوا يفضلون شبكة X (تويتر سابقًا) لحرية التعبير وعدم فرض قيود على منشوراتهم ولسهولة عرض المنشورات، مع إمكانية متابعة ما يجري لحظة بلحظة على مدار الساعة، الهاشتاغات في شبكة تويتر جعلت المحتوى يصل إلى دوائر أوسع ويبقى متاحًا ولا يختفي، مما جعل تويتر الأفضل في الإحاطة الإخبارية.
بسبب سياسة شبكة الفيسبوك وتحيزها الواضح للكيان الصيهوني أرى أن ثريدز خسر المنافسة مسبقًا، ثريدز التي كانت ترغب شبكة الفيسبوك بأن يكون المنافس لشبكة X، بالنسبة لي بات الأمر محسومًا فالتحيز في شبكة الفيسبوك سيكون موجودًا في ثريدز، وأي شبكات أو منصات أخرى تابعة لشركة ميتا أو زوكبرغ.
إن نسبة حضور العالم العربي بنسبة 28% من الحضور العالمي في شبكات التواصل الاجتماعي لهو نسبة كبيرة جدًا، تستحق النظر والعمل على تأسيس شبكات تواصل اجتماعية عربية وإسلامية بمعاييرنا وبسقف حرية عالٍ، تحقيقه ليس صعبًا بما توفره أدوات البرمجة والتقنيات هذه الأيام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى