عبء كبير تتحمله المملكة العربية السعودية، بدءًا من عام 1948م وما قبله؛ وصولًا إلى القمة العربية الإسلامية الطارئة في الرياض 2023.
القمة حدث عالمي غير مسبوق يُجير لصالح المملكة، ويثبت وجودها على مستوى العالم، ليس من أجل المزايدة، بل لأنه واجب شرعي ووطني وأخلاقي تجاه شعب تتقاذفه أيادي التآمر والإبادة والتهجير والتشريد والمتاجرة.
لا يمكن لأي دولة أخرى خلال أيام من اتخاذ القرار؛ أن تجهز وتستضيف رؤساء 60 دولة منهم الصديق ومنهم من نؤمل أن يكون صديقًا صادقًا. أيام معدودة فقط تم التجهيز. عملية الاستعداد والاستضافة ليست بالأمر الهين لحشد هائل من رؤساء الدول ومرافقيهم على مختلف دولهم ولغاتهم وتوجهاتهم.
كم هي الاستعدادات بدءًا من الاستقبال والمواصلات إلى آخر دقيقة في النوديع.. يا ترى من هي الدولة التي تمتلك بصورة فورية (ستين سيارة مجهزة ومصفحة) لرؤساء الدول؟يصاحب هذا التجمع أمنٌ شاملٌ لكل متر في الرياض، مع توفير المتطلبات الخاصة التي تليق برؤساء الدول في مثل هذه المواقف، أما تجهيز مقر المؤتمر فله حكاية أخرى طويلة ومضنية لكي تتناسب مع العدد وحشد من المرافقين، يُضاف إليها السكرتارية والصوتيات والترجمة والإعلام والإعلاميين. وغيرها مما لا أعلمه أنا ولا يعلمه غيري، إلا من كان في معمعة الحدث. يتراءى لي أن الأصعب هو ما يدور خلف الكواليس من اختلافات في الرؤى، وتقريب وجهات النظر حتى لا يتحول الاجتماع – كما عهدناه – في بعض الأماكن إلى تراشق لفظي وربما بأشياء أخرى.
في السعودية العظمى حتمًا سيجد الضيوف النظام ورقي التعامل واحترام الملتقى وهيبة المكان، وصولًا إلى تنسيق بيان ختامي موحد يتفق الجميع عليه، من أجل تحقيق الهدف، وإثبات وجود جبهة عربية إسلامية موحدة تجاه التحديات الراهنة التي يواجهها الشعب الفلسطيني.
هذا ما حصل بالفعل حيث الانسجام والتعاون. وبقيادة سعودية يجري العمل على بحث ودعم سبل السلام بديلًا عن سياسة المغامرات المؤدلجة غير المحسوبة؛ محصلتها نتائج كارثية. وبعد أن يقع الفأس في الرأس.. وينكم يا عرب؟
سنبقى أبناء وبنات هذا الوطن الأوفياء نذود عنه ونفتديه بالغالي والنفيس.. أسأل الله العظيم أن يوفق قادتنا إلى مافيه الخير والصلاح لهذه البلد المباركة شامخين بما وهبنا الله من عزة وقوة نستمدها من ولي أمرنا سيدي الملك سلمان وولي عهده الأمين سيدي الأمير محمد بن سلمان.
سلم بنانك واستضاء فؤادك بنور الإيمان وطاعة الرحمن أبا فيصل.