المقالات

المملكة والقضية الفلسطينية عبر السنين!!

المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين الشريفين تميزت بميزات عظيمة لا توجد في البلاد الأخرى، فيها قبلة المسلمين، يفد إليها الحجاج والمعتمرون، فتقوم بخدمتهم وتوفير الراحة لهم، ونشر الأمن فيهم، حتى يعودوا إلى بلادهم سالمين، وهذه أعظم ميزة لهذه الدولة المباركة. إنها قلب جزيرة العرب، هي القائدة والداعمة لقضايا الأمة؛ وخاصة قضية الشعب الفلسطيني المظلوم.
وللمملكة من القضية الفلسطينية موقف ثابت طوال تاريخها المجيد، لا يمكن أن يزايد عليه أحد؛ فمنذ المؤسس-رحمه الله- والمملكة حاضرة نصرة لفلسطين في مؤتمر المائدة المستديرة لمناقشة القضية الفلسطينية الذي عُقد في مدينة لندن عام 1935م، وذلك دعمًا لقضية فلسطين العادلة.
دبلوماسيًا افتتحت المملكة عام 1943م، قنصلية عامة في مدينة القدس بغرض سرعة تقديم الدعم للشعب الفلسطيني المظلوم، وقام الملك عبد العزيز-رحمه الله- عام 1945م، بإرسال رسالة للرئيس الأمريكي وقتها “روزفلت”، شرح فيها مظلومية الشعب الفلسطيني، وكان لها الأثر الكبير في تغيير الموقف الأمريكي وهي -حسب المراقبين- من أقوى الرسائل عبر التاريخ في مؤازرة ودعم القضية الفلسطينية.
ظل دعم المملكة مستمرًا وبدون منة، ففي حرب يونيو 1967م، كان الدعم، والتبرعات من أبنائها بلغت 16 مليون ريال في تلك الفترة.
في عام 1969م، وجه في تلك الفترة الملك سلمان -حفظه الله- باعتباره رئيس لجنة دعم الشعب الفلسطيني- أبناء المملكة كافة بالاكتتاب لرعاية المجاهدين والشهداء الفلسطينيين بما نسبته 1% من رواتبهم، وقد بلغت التبرعات حينها أكثر من 160 مليون ريال سعودي.
وفي عام 1989م، تم افتتاح مبني السفارة الفلسطينية في الرياض، تحت رعاية الملك سلمان-حفظه الله- وياسر عرفات، قلد الرئيس عرفات الملك سلمان-حفظه الله- “نجمة القدس”، تقديرًا وعرفانًا لجهوده -يحفظه الله- في دعم القضية الفلسطينية.
والمبادرة العربية للسلام هي مبادر أطلقها الملك عبد الله بن عبد العزيز -رحمه الله-، هدفها إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دوليًا على حدود 1967م، وعودة اللاجئين، وكان ذلك في بيروت عام 2002م.
وخلال جميع القمم العربية التي عقدت دعما للقضية الفلسطينية كانت المملكة من أوائل الحاضرين دعمًا وتأكيدًا للعالم على أن القضية الفلسطينية مركزية، وفي مؤتمر القمة العربية الطارئة في مكة عام 2019م، أكدت المملكة أن فلسطين ستظل قضيتها الأولى حتى يزول الاحتلال الغاشم ويحقق الشعب الفلسطيني حقوقه ودولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وحاليًا والجيش الإسرائيلي يقترف مجزرة بعد أخرى، طالبت المملكة بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين الأمير محمد-حفظهما الله- بعقد قمم إسلامية وعربية وإفريقية شارك فيها حوالي ثلث أعضاء مجلس الأمن الدولي، وكانت نتائجها دعمًا لفلسطين، كما دعت المملكة لحملة شعبية وتبرعات للفلسطينيين في غزة تجاوزت النصف مليار ريال، وقام مركز الملك سلمان للإغاثة بتقديم الكثير من المواد الغذائية والدواء، وقد قدر سفير المملكة لدى الأردن في أكتوبر الماضي حجم التبرعات السعودية لفلسطين منذ عام 1999م فقط، ما يربو على 2. 5 مليار دولار. حفظ الله المملكة وقيادتها وشعبها من كل سوء ومكروه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى