أفلاطون فيلسوف يوناني صاحب نظرية المدينة الفاضلة، وعرَّفها بأنها (مدينة فاضلة يسكن فيها بشر طيبون، يعيشون بسلام ووئام لا يعرفون الغل أو الحسد) ذكر ذلك في كتابه المسمى جمهورية أفلاطون.
وتُعد المدينة الفاضلة هي مدينة الأحلام لكل البشر، وبمعنى آخر أنها لا توجد في الحقيقة، ونحو هذه المقدمة نسوق ركابنا؛ لنحاول أن نقنع من يجلدون مجتمعنا ليلًا نهارًا، ويهولون من التصرفات البشرية غير سليمة؛ معتقدين أن جميع أفراد المجتمع السعودي بعقلية واحدة وتعليم عالٍ، وإدراك منقطع النظير ناسين أو متناسين أننا بشر نخطئ ونصيب.
من طبيعة البشر الخطأ وارتكاب الذنوب، والمسلم وإن أخطأ يتوب ويرجع إلى الله -عز وجل- وهذا هو الطبيعي في شرع الإسلام، ولكن غير الطبيعي أن يكون كل الناس بلا ذنوب ومعصومين من الخطأ، وما نراه اليوم من جلد للذات، واتهام المجتمع بالانحلال وكثرة الذنوب غير صحيح.
مازال مجتمعنا بخير، والخير باقي في هذه الأمة إلى أن تقوم الساعة، ولكن نجد أن هناك من يضخم الأخطاء، ويسقط عليها ويتهم المجتمع بالفساد، وبفضل الله -عز وجل- نحن نعيش تحت ظل قيادة رشيدة تُجرم كل ما يُخالف الدين وتقيم الحدود، وتعاقب كل من يُخالف الذوق العام.
وأما ما نراه ونسمعه من محاولة شيطنة المجتمع السعودي واتهامه بالانحلال بعد التدين ما هو إلا تعدٍّ صارخ على ثوابت هذا المجتمع، ومحاولة بائسة للتفريق بين الشعب والقيادة.
أما ما يحدث من تضخيم الحالات الفردية لبعض أفراد المجتمع وتعميمها على أن هذه أخلاق السعوديين ما هو إلا دليل قاطع على أن هناك من يحاول مستميتًا لشيطنة المجتمع.
بفضل الله نحن مجتمع فيه خير كثير، ننعم بتكاتف وأُلفة ونتميَّز عن غيرنا من الشعوب بتمسكنا بتعاليم ديننا الإسلامي وثوابته وقيمه ونقاء العقيدة، وإن كان لدينا من أخطاء أو انحرافات؛ فهي لا تعد كونها أخطاء فردية، وليست ظواهر عامة تستحق التهويل.
المجتمع السعودي نسبة الأمية فيه لا تتجاوز 3٪، وهذا أحد أقل معدلات الأمية بدول العالم مما ينعكس إيجابيًا على وعي المجتمع وثقافته، ويعد ذلك سببًا رئيسيًا في انخفاض معدل الجريمة في السعودية، والتي تعد معدلاتها منخفضة مقارنة بالمعدل العالمي للجريمة؛ فنسبة الجريمة في السعودية 0.8 لكل 100,000 نسمة، مقارنة بالمعدل العالمي البالغ 7.6 لكل 100,000 نسمة.
كل تلك المؤشرات ما هي إلا دليل قاطع ومؤشر إيجابي عن صلاح المجتمع، ومع ذلك نقول نحن ليس مجتمعًا أفلاطونيًا.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه-: (والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، وجاء بقوم يذنبون، فيستغفرون الله تعالى، فيغفر لهم).
0