المقالات

السيناريوهات المُحتملة في غزة

ما أشبه الأمس باليوم، غالبًا ما نستذكر هذه العبارة في حياتنا عند تكرار ذات الموقف، حتى مع اختلاف المُسميات والشخصيات، سيناريو سقوط مطار بغداد سنة 2003 يعود إلينا من جديد في سيناريو سقوط مستشفى الشفاء 2023، سابقًا قامت أمريكا بالترويج إلى أن هدفها الإستراتيجي هو مطار بغداد، وأنه باقتحامه والسيطرة عليه تفرض سيطرتها وانتصارها على الجيش العراقي، تعويذتهم الإعلامية نجحت لأننا أخذنا نكررها، ولما تحقق هدفهم سقطت بغداد في 3 أيام، الكيان الصهيوني حاليًا يريد ضرب الروح المعنوية لدى المقاومة والشعب الفلسطيني، ويريد الظهور بصورة المنتصر أمام الرأي العالمي ومواطنيهم على أرض فلسطين المحتلة (مع ملاحظة أن كل من على أرض فلسطين من صهاينة يعتبرون جنودًا فليس لديهم مواطنون بصفة دائمة)، وقد يأتي سيناريو آخر مستقبلًا، هذه السيناريوهات ما هي إلا أنماط متشابهة يمكن بناء خوارزمية لقراءتها لخلق نمط يُحاكي الذكاء الاصطناعي التوليدي؛ فيقرأ ما يمكن أن يكون.
وحيث يقوم الذكاء الاصطناعي التوليدي على جمع بيانات ضخمة؛ ثم بناء نموذج يُحاكي هذه البيانات الضخمة، ثم يصبح هذا النمط قادرًا على توليد نماذج مشابهة لنماذج البيانات التي تعامل معها، كمثال بسيط أداة الذكاء الاصطناعي المستخدمة في كتابة المقالات الصحفية، قامت الشركة بجمع عدد ضخم من المقالات الصحفية وأدخلتها إلى نظام محوسب، ثم قامت ببناء خوارزميات لقراءة وتحليل هذه المقالات الضخمة بدأ من مقالة ثم مقالتين ثم ثلاثة، وهكذا حتى تم تطبيق الخوارزمية على جميع البيانات الضخمة، بعد ذلك تمكنت هذه الأداة من بناء مقالة صحفية جديدة بنفس طريقة وأسلوب المقالات الصحفية السابقة، الكيان الصهيوني ومنذ كتاب هرتسل والمؤتمر الصهيوني الأول في بازل، والذي دعا فيه إلى تأسيس دولة يهودية في فلسطين أو في مكان آخر مناسب، ثم تأسيس الحركة الصهيونية الدولية، والتي أصبحت أحد أهم المنصات لدعم فكرة إقامة دولة يهودية، ثم العروض المالية للسلطان عبد الحميد للسماح لهم بشراء أراضٍ في فلسطين من الدولة العثمانية. ثم العروض المالية للحكومة العثمانية وللسلطان عبد الحميد الثاني للحصول على دعم لإنشاء مستوطنات يهودية في فلسطين، والتي لم تحقق نجاحًا.
ثم الانتداب البريطاني واتفاقية بلفور سنة 1917، والذي وعدت فيه بريطانيا بإقامة “وطن قومي للشعب اليهودي” في فلسطين (وعد من لا يملك لمن لا يستحق)، وحتى النزاع الفلسطيني الإسرائيلي منذ سنة 1948، والذي تفاقم ولم ولن ينتهي إلا بانتصار إرادة الشعب الفلسطيني.
هذه السردية لبعض المحطات لو رجعت لها تفصيليًا ورأيت كيف تعامل معها الكيان الصهيوني ستجد أنهم يستخدمون نفس النمط، وحتى الأمريكيين لديهم نفس النمط لأنهم يتبعون نفس المدرسة، لذلك يتم الآن التركيز على مجمع الشفاء الطبي كرمز لهدف الحرب، مما يشبه بشكل كبير استراتيجية توجيه الانتباه التي شهدناها في الماضي. هذا النوع من الحملات الإعلامية قد يكون له تأثير نفسي وعسكري على الأطراف المعنية، ولكن تجارب ماضية قد تكون درسًا لعدم تأثر الشعوب بالتكرار الإعلامي الذي يحاول توجيهه الكيان الصهيوني.
مما سبق سيتضح لنا أن الكيان الصهيوني سيعتمد هذا النمط من التفكير والاستراتيجية المكررة في تصرفاته، وبالتالي سيقومون باقتحام مجمع الشفاء الطبي، ثم ادعاء العثور على أسلحة ووثائق، وما يلبث أن يُعرض الأمر بصورة ترويجية، ثم يخرجون ببعض الأفراد الذين يزعمون أنهم كانوا جنودًا أسرى قد حرروهم.
من خلال ملاحظاتي وتحليل سلوك الكيان الصهيوني وأنا لست محللًا سياسيًا ولا اقتصاديًا، ولكني مختص بمجال علم البيانات، تبين لي أن الكيان الصهيوني غير قادر على الحروب لفترة زمنية لأكثر من 60 يومًا؛ لذلك هو يبدأ بالقصف الجوي، ثم يحرق قطعة معينة من الأرض يجعلها منطقة عازلة، وما يلبث أن يبدأ بالزحف نحوها ليحتلها تحت مسميات عديدة أو بواسطة جهات أخرى – شمال غزة.
إعلاميًا فشل الكيان الصهيوني عالميًا أمام العالم؛ لأنه حرب الإبادة التي قام بها استمرت لأكثر من شهر وفوجئ بحملة إعلامية عالمية أكبر من قدراتهم.
اقتصاديًا فشل الكيان الصهيوني، ويمكنك الرجوع لتقارير اقتصادهم وتكاليف الحرب التي تكبدوها.
سياحيًا لا يوجد أي سياحة لديهم توطين لديهم هروب وقتلى وغير ذلك على الطرف الآخر؛ فالمقاومة انتصرت بكل المعايير.
نصر الله المقاومة؛ فالحياة كما قالها أبو عبيدة ومن سبقوه نصرٌ أو استشهاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com