تلعب الأسرة دورًا كبيرًا في طور التربية وعلى مراحل السنين الأولى أثرًا كبيرًا في صقل شخصية أبنائها من خلال غرس القيم السامية، وبناء المفاهيم النبيلة التي تتجسد من خلال المواقف والأساليب التي تجعل منهم مفكرين ناقدين واعيين لحل كل مشكلة يقع فيها أحدهم مدركين لكل فكرة مضلة تطرح عليهم.
من خلال مقالي هذا سوف أستعرض أبرز القواعد التي تُعزز التفكير الإيجابي والطرق المعززة له:
١- الحوار: يمكن للأسرة تنمية الحوار البناء الإيجابي عند أبنائها عن طريق تطبيق الوالدين آداب الحوار في التعامل “الأسلوب”، وبعد ذلك عن طريق طرح الأسئلة المثيرة للتفكير، وأقصد بذالك الأسئلة التفسيرية والتوكيدية والتنبؤية؛ لأن بذلك سوف يستهدف مستويات التفكير العلياء.
٢- الألعاب: أصبح العالم شغوفًا بالتقنية، الكبار قبل الصغار ولكي أنمي جانب اللعب بطريقة مثيرة للتفكير؛ فإنه يجب عليَّ استهداف التطبيقات الإلكترونية التعليمية مثل الألعاب المعتمدة على البرمجة “ماين كرفت”، وقد صممت هذه اللعبة بإصدار تعليمي من قبل وزارة التعليم والمستهدف فيها كافة الشرائح التعليمية من طلاب ومعلمين، ويظهر الاهتمام بهذة اللعبة الإلكترونية؛ لأنها تُعزز التعاون وحل المشكلات والتفكير بطريقة صحيحة والابتكار في الحلول.
٣- القراءة: نظرًا لأهمية القراءة وإنها لا تقتصر فقط على القراءة الحرفية، بل يجب تحفيز وتفعيل القراءة الناقدة والقراءة الإبداعية، ويظهر هذا الاهتمام بهذا الجانب من خلال تفعيل مهارة الفهم القرائي في التعليم، من جانب آخر يمكننا تفعيل القراءة الناقدة من خلال تحليل القصة، والقراءة الإبداعية من خلال إعطائه بداية قصة وطلب منه تكملة القصة، أو طلب منه اختراع قصة.
ومن البرامج المحفزة للقراءة الناقدة والإبداعية برنامج الكورت؛ فهو يهدف للتدريب على الأدوات الأساسية للتفكير في العمل وتنمية التفكير لدى المتدربين ليصبحوا أكثر إدراكًا للأمور وأكثر إبداعًا في حل المشكلات، ويهدف أيضًا إلى تقدير واحترام الذات
والثقة في القدرة على التفكير.
٤- الأسئلة: الحياة قائمة على الأسئلة، وعند التقائك بـ
صديق لك فإن الحوار بينكما قائم على السؤال؛ لذلك فإن جودة الإجابة تعتمد اعتمادًا كليًا على جودة السؤال، وأن السؤال الجيد يُثير التفكير المعتمد على أهدافه، وجودة السؤال المثير للتفكير قد يستغرق الرد عليه سنوات؛ نظرًا لأهميته.
والقرآن الكريم احتوى على كثير من الأسئلة التأملية المثيرة للتفكير بأسلوب استفهامي.
فدور الأسرة بناء السؤال الجيد مع الأبناء “بأن يكون مختصرًا وواضح الهدف وبسيطًا وتوصل بالعين ويكون بلغة سهلة .. وغيرها”.
٥-التأمل: حث القرآن الكريم على التأمل في آيات كثيرة في النفس والآفاق والكون، وله فوائد عديدة على الجانب النفسي والعضوي من حيث إنه يفيد من الحد من التوتر والاكتئاب ويساعد على توليد المشاعر الإيجابية والمساعد على التفكير الإيجابي، وزيادة التركيز والانتباه وتحسين النوم والأكل.
لذلك من الجميل تحفيز التأمل عند الأبناء من خلال التأمل في بورق السماء وصفائها، التأمل في خلق الإنسان العظيم.
٦- المشكلات: لا لتقديم الحلول الجاهزة .. بل يجب علينا إعطاءه فرصة للتفكير في المشكلة بنفسه، مساعدة باعطائه خطوات عملية لحل المشكلة بنفسه.
يطرح الدكتور الباحث في مجال التفكير صلاح معمار “أن الخطأ فرصة عظيمة لبناء شخصية وذكر مثال:-لو ابنك جاء من المدرسة وذكر لك أن حصل له مشكلة من الخطأ بل الخطأ الأعظم تقديم حلول جاهزة وخطوات جاهزة، أو نقد شخصيته الابن بأنه سلبي لأنه حصلت له المشكلة أو في المقابل نقد الآخرين بأنهم سلبيون لأنهم أخطأوا معك ..!!
ويفسرها بأنه وجبة كاملة من التوبيخ والحلول..؟!
ووصفه بأنه أشبه بعلبة يتم تعبئتها بالحلول الجاهزة، وفي النهاية يكبر الابن ويكون غير قادر على حل أبسط وأسهل المشكلات..؟! لأنه تخرج من مدرسة الحلول الجاهزة..!!
لذلك لا للحلول الجاهزة والحلول المعلبة.
وأضاف أنه يجب على الآباء في بداية عرض المشكلة التعاطف مع الابن تعاطفًا كاملًا لأنه عندما يأتي ويشتكي من مشكلة؛ فإنه يشعر بالألم ويحتاج للإشباع العاطفي، بعد ذلك أقوم بسؤاله عن خطواته لحل المشكلة وأنني سوف أساعدك بحل المشكلة بشرط أن الآباء في هذه المرحلة يقومون بممارسة عملية الكوتيشينج مع الابن، وهو توجيه لاستخراج الحلول من الابن مباشرة.
إن تعلم التفكير بشكل صحيح في وقت مبكر، يصبح التفكير له قيمة وعادة إنسانية عظيمة.