قبل أربع سنوات أُضِفت إلى جماعة شعر الأدبية من قِبِل إخوة محبين.
كنت حينها لا أحب الإكثار من المجموعات مكتفيا بأقل القليل.
جماعة شعر كانت تابعة لنادي مكة الأدبي.
شاركت الكثير من الأحبة وقتها ، مرة بالشعر ، وأخرى بطرح موضوعات أدبية وشعرية متنوعة ، وأخرى بتأملات حول نصوص بعضهم ، وهي ما يراها كثيرٌ من الأحبة شذرات نقدية وهم يحسنون الظن بأخيهم.
كنت أعرف الكثير في جماعة شعر
مثل الدكتور عبد الله الشريف
والشاعر المدخلي والغماري.
وأ/ بدور.
وكثير وكثير لكنها معرفة سطحية دون تواصل .
لم أكن أعرف الأديب محمد السلطان اللهم سماعا مع بعض الزملاء وقراءة نماذج من أدبياته وشعره ، ولأن مشاركاته كانت قليلة بتلك المجموعة حينها لم يلفت انتباهي أنه موجود ، فكانت بعض مشاركاته تمر وتغيب عني من زخم المشاركات وكثرتها.
ولأنه حصيف وقارئ وكريم كان يرقبني وحرفي من بعد دون أن أعلم أنه يتابعني.
في مرة من المرات تشاركت مع بعض الزملاء في موضوع ما – نسيت ماذا كان- ورأيت نفسي أني على صواب ، بل كنت على يقين أني محق.
كنت أؤمل أن يقف معي من له معايير صادقة في قول الصواب أو الإشارة إليه.
ولكني لم أجد حينها من يقف معي
رغم أني كنت أؤمل ولم ينقطع أملي مع استمراري في المشاركات دون آبهٍ بما حصل ، وكأنه لم يحصل ، وكان يهمني موضوع ذلك الأمر بمصداقية ، لكن لعلها كانت موجة صمت من كثير وأعذرهم ، فللصحبة مجالها ، وللشللية مجال آخر كذلك.
ولكن لم يمر وقت كثير حتى قرأت مشاركة تذكر اسمي وتشيد بمشاركاتي وتحسن الظن بي ، وتقف جانب الحق.
وتذكرت القول الذي ذهب مثلا : ( إن بني عمك فيهم رماح).
فرددت على صاحب المشاركة شاكرا له ، ومثمنا وقفته الشجاعة والحقّة والمنصفة أيضا.
عندها شعرت بالفخر والاعتزاز.
ثم سألت عن ذلك الرجل الزملاء المقربين ، فقالوا :
هذا محمد الحفاف الشريف من مكة.
فرحت واستبشرت بأن يكون مثل هذا الرمز صديقا لي ، وإنه لشرف لي وأي شرف؟!
تواصلت مع هذا الرمز الأديب واتصلت.
وتواصلت معه كتابة واتصالا.
وحقيقة
شعرت بالفخر
والاطمئنان
والأمان الأخوي
والصدق في ظل علاقتي بهذا الرجل الفخم علما وثقافة وأدبا.
رجل حباه الله بسمتٍ وفكر نيّر وعقل وحكمة وغزارة علم وأدب ويتوّج ذلك كله تواضعه الجم ، وجهوده المبذولة مع كل أحبابه.
محمد السلطان رجل نبيل أحبه كثيرا وأقدّره رغم أننا للآن لم نلتق إلا عبر الصفحات الضوئية فقط ، أو المكالمات الصوتية.
وأسأل الله أن نلتقي على خير.
محمد السلطان عضو- أيضا- في نخبة الأدب الفصيح ومشارك فذ ورائع وله جهوده كما له جهوده هنا.
وأراه من الفضول أن أحكي أكثر وأكثر عن جهوده ؛ لأنها أمام الجميع هنا.
محمد السلطان حينما ينقد النصوص
يجمع بين نظرية النقد الأصيل المنطلق من عصر النضوج الأدبي والنقدي خصوصا العصر العباسي وموروثه ، وقبل ذلك إرهاصات النقد كما في العصر الجاهلي مرورا بالعصر الإسلامي.
فهو قارئ لآراء الجاحظ
وابن قتيبة
والآمدي.
وقارئ -أيضا- لكتب النحو سواء الشروحات أو المتنية أو المنهجية تبعا للنحو الوظيفي.
وليس ذلك فحسب ، بل لمست فيه -أيضا_ مرآة ناصعة فيها جلال قراءته في آراء قديمة تختص بأمور الشعر ونقده كما عند أرسطو وغيره ، أو ما كان في مجريات اليونان قديما.
محمد السلطان قارئ للمدارس النقدية الحديثة التي لا تخفى على القارئ الكريم ، حافظ أشعار الكثير من روادها.
ولا يكتفي بذلك ، بل له باع في عالم المقارنة بين تلك المدارس الأدبية والنقدية ورموزها سواء كانت شرقية أو غربية أو الناشئة عن ظروف المعيشة كالمهجرية وغيرها.
محمد السلطان في نقده يبين مزايا النص ، ويشير إلى احتياجاته بأجمل إشارة.
ولا ينتهي من النص إلا وقد أعطاه حقه النقدي.
محمد السلطان هو المعلم والشاعر والأديب والناقد الصيرفي الحصيف الذي نحبه ويحبنا.
سلمت أبا أسامة
سلمت وطبت
وبارك الله فيك ونفع بك.