قال صاحبي يامولانا: لدي سؤال واحد فقط؛ هل أثبتت الأحداث الأخيرة في أوكرانيا وغزة، زيف وفشل النظام العالمي، وهل لازال هناك مخموم العقل والقلب يؤمن بهذا النظام؟!.
الأسبوع القادم يمر بالنظام العالمي مناسبتان كان يرفع لوائهما عندما كانا يخدمان مصالحه، ويتجاهلهما عندما حققا أجندته. يوم الأثنين القادم 20 نوفمبر يصادف اليوم العالمي للطفل، هذا اليوم أقرته الأمم المتحدة للعناية بالأطفال والعناية بهم، وتحقيق الرفاه لهم، والقائمة تطول لمن أراد الاستزادة عليه بالرجوع لديباجة هذا اليوم ومواده المليئة بالمثاليات.
وفي يوم السبت الخامس والعشرون من ذات الشهر أيضا يصادف اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة!! وأنا هنا أنقل حرفياً من موقع الأمم المتحدة ما يلي:” لم يزل العنف ضدا على المرأة والفتاة واحدا من أكثر انتهاكات حقوق الإنسان شيوع في العالم. وتشير التقديرات إلى أن 736 مليون امرأة على مستوى العالم -أي واحدة من كل ثلاث نساء تقريبا-وقعن ضحايا للعنف الجسدي أو الجنسي مرة واحدة على الأقل في حياتهن.
هذه الفعالية تستمر لمدة ستة عشر يوماً، ولأننا على مقربة من هاتين المناسبتين، ومن فعاليات القمة العربية الإسلامية الطارئة، والتي كان من أبرز مقرراتها الإحدى والثلاثين؛ تشكيل فريق عمل إعلامي، وأخر قانوني لرصد وتوثيق جرائم الحرب الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، فهي فرصة مناسبة لمخاطبة الرأي العام الغربي، والنخب، ومؤسسات المجتمع المدني، والمؤسسات الدولية المختصة، والأهم منها جميعاً؛ إعداد مادة خاصة بمحتوى مهني وواقعي متنوع، يخاطب المرأة في الغرب، برسائل قصيرة ومتكررة على وسائل التواصل الاجتماعي.
مع اندلاع هذه الأزمة لم تكد تخطئ الأذن والعين المنصفتين ممارسة الغرب للكبائر السياسية، ليس فقط في مساندة المعتدي الإسرائيلي، لكن في ازدواجية معاييره التي صنعها بنفسها ليستخدمها كما يشاء، فبمقارنة بسيطة وسريعة مع أحداث مشابهة. في أحداث غزة سقطت ورقة التوت عن الشعارات المتعلقة بالإنسان بشكل عام، وبالمرأة والطفل بشكل خاص. في هذه الحرب ظهرت التوجهات الدينية، فوزير الخارجية الأمريكي يبرر حضوره لمساندة إسرائيل بديانته اليهودية، إذن هي حرب دينية كسيت برداء سياسي، سقط معها علمانية الغرب، التي رفعت كشعار لتجريد المسلمين من دينهم، وفصله عن شؤون حياتهم.
ولذر الرماد في العيون انتقدت منظمة العفو الدولية ازدواجية المعايير التي يستخدمها الغرب في الحالة الأوكرانية، واستخدام ضدها في حالة غزة، فالإبادة الجماعية، حق لإسرائيل للدفاع عن نفسها، والتهجير القسري، من أجل تطهير غزة من المقاتلين وتدمير الأنفاق التي يزعم الغرب وجودها واستخدامها كمخازن للأسلحة، وملاجئ للفلسطينيين، وعدم إدخال المساعدات بحجة تهريب الأسلحة من خلالها، أين كان هذا الوعي الغربي والضمير الحي لأصدقائنا المنافقين في الغرب عندما كان الحديث عن إدخال المساعدات إلى اليمن، بالرغم من اختلاف الحالتين، وعرقلة وصول المساعدات لمستحقيها كان من طرف الحوثي!. والأدهى والأمر استغلال دخول المساعدات من أطراف دولية وإقليمية لتزويد الحوثي بالأسلحة!!.
قلت لصاحبي:
يقول جورج أورويل:”في زمن الخِداع يكونُ قول الحقيقة عَملاً ثورياً” وهذا بالفعل ما حدث مع أنطونيو غوتيرش الأمين العام للأم المتحدة عندما نطق بالحق”: إن هجمات حماس لم تأت من فراغ في ظل معاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي الخانق، ولا تبرر لإسرائيل القتل الجماعي، وأن لا أحد فوق القانون”.