المقالات

أكرموهم بالصدقات الجارية…

تلقيتُ اتصالًا من أحد الأصدقاء من المسؤولين في العلاقات العامة يدعوني فيها لحفل تكريم إحدى الشخصيات المرموقة.. إلا أن تفاجأت أن التكريم لشخص رحل عن هذه الدنيا أي كيف يُكرم الميت بعد رحيله… وسألته بحرقة ولماذا لم تكرمونه عندما كان بين ظهريكم حيًا يُرزق .. كان سُجلت له في حياته وعاش فرحة ذلك التكريم وأفرح من حوله من أحباب وأقرباء… ولكن بعد رحيله من المستفيد من هذا التكريم سوى من يحضر ويصفق لميت قامت قيامته… وهذا الأمر شاع كثيرًا بين المجتمعات أو بالأصح بين المؤسسات والشركات.. التجارية والثقافية… فلماذا لا تنظم هيئات التكريم أو العلاقات العامة أو أي جهة معنية.. لتعمل على تفعيل ما يسمى بتحفيز المنسوبين.. وهم على رأس العمل أو عند انتهاء عمله “التقاعد”، وعند الوفاة يكرم بما يعود له النفع في قبره… كتبرع في منصات الجمعيات الخيرية والإنسانية في أي صدقة جارية…

ولو هناك نظام تحفيز يُبرم له أنظمة وقوانين واضحة جدًا؛ بحيث يعلم الجميع بأن الشخص هو فعلًا من يستحق التكريم لما قام به من إنجاز مميز دون غيره من زملائه في العمل… وأن تكون الجوائز أو التكريم حسب فئات مختلفة يتم التنافس عليها والعمل من أجل تحقيق أفضل إنجاز… الو الو الو. حبيبي الغالي.. أنت بتحضر التكريم وتشرفنا وإلا ماذا…؟

رديت عليه وقلت ولما لا أحضر وأنتم خصيتموني بدعوة وكنت ضمن من اهتميتم بدعوة.. وهذا شرف لي يا أستاذي الغالي.. بس ممكن أعرف كيف يتسلم المكرم هديته؟ قال أحد أبنائه.. سوف يحضر ويتسلم نيابة عن والده….. والفكرة نبعت من شخص اقترح الفكرة ورشح أشخاصًا ومن ضمنهم هذا المتوفي … فعزمت الحضور ومنها أعزي ابن المتوفي، وأبارك له جائزة والده رحمه الله تعالى…

النهاية أقول: اهتموا بتكريم منسوبيكم وهم على قيد الحياة… وبعد موتهم أكرموهم بالصدقات الجارية..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى