المقالات

حرب غزّة المآلات والتوقعات !!!

 الحلقة الثانية)

طرد الفلسطينيين من أوطانهم هو المخطط الأول والأخير عند إسرائيل !

وهي رؤية دينية يهودية توراتية !!!

نوجّه خطابنا إلى الأمّة بصورة عامّة وإلى العرب بصورة خاصّة ونقول لهم :

أفيقوا أيها العرب ، قبل فوات الأوان ، إن المقاومة الفلسطينية ؛ هي سد ذو القرنين أمام يأجوج ومأجوج العصر الصهاينة ، فإن ثلم هذا السدّ أو انفطر أو انكسر ـ لا سمح الله ـ فإن بقيّة السدود والموانع ( إن وجدت ! ) لا تستطيع مواجهة هؤلاء ، وسوف تتندّمون أشدّ الندم ، يوم أن لا ينفع الندم !

إن الهدف الحقيقي من هذه الحرب لا شكّ هو تفريغ فلسطين من الفلسطينيين وبالذّات قطاع غزّة البطلة العصيّة على الصهاينة، وقد حاول الكيان الصهيوني منذ استيلاءها على أرض فلسطين تهجير أهلها ببرنامج منظّم ومخطط حتى استطاع تهجير وترحيل الملايين منهم إلى يومنا هذا خارج الأرض المحتلة !.

كان فيما مضي اتسمت العلاقة بين اليهود والمسيحيين بالتقلب ولكنها في القرون الأخيرة تحولت للتحالف بعد نشوء الصهيونية المسيحية في الولايات المتحدة الأمريكية التي تدعم قيام إسرائيل لأسباب دينية حيث تأثرت البروتستانتية باليهودية كثيرا .

ومن هذا التقارب والتحالف كان وعدُ بَلفُور وذهاب فلسطين على يدي وزير خارجيتها ( آرثر جيمس بلفور ) في الثاني من نوفمبر ( 1917م ) ، كارثة الكوراث ، حيث كان إجمالي نسبة اليهود قبل ذلك في فلسطين لا يتجاوز ( 3 ـ 5 % ) .
ومن هذه الخطط المبرمجة ـ بعد حرب الخليج الثانية ـ ترحيل اليهود إلى دول الخليج ! هل سمعتم بهذا؟ هل أنتم عارفون؟

نعم يقول مستشار نتنياهو السابق: “إن الأراضي الخالية بين الكويت وسلطنة عمان صالحة لإسكان الفلسطينيين”!

وقد تطورت هذه الفكرة في تسعينيات القرن الماضي، ولاقت رواجا وتشجيعا قويّا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية !

يقول الدكتور عبد الله النفيسي السياسي والدبلوماسي والأكاديمي الكويتي المعروف ـ حين كان مستشار مجلس الأمة الكويتي بين سنة ( 1992 ـ 1996م ) :

لقد جاءنا ثلاث وفود من الكونكرس الأمريكي إلى الكويت في تلك الفترة تتحدّث وتطلب بكلّ صراحة ودون مواربة أو تورية توطين الفلسطينيين في دول الخليج ، وتؤكّد هذه الوفود أيضا على أمرين آخرين وهما أشدّ وأنكى من الطلب الأول وهما :

ـ أن ( يا عرب ) فرّغوا رؤوسكم من فكرة حق عودة الفلسطينيين !

ـ القدس عاصمة لدولة إسرائيل ، ليس للعرب حق المطالبة بها !

والغريب من ذلك كلّه يقول النفيسي أنهم كانوا يقولون لنا ذلك داخل ( مجلس الأمة ) ! كما يقولون لنا في كلّ تلك المرّات : نريد منكم الموافقة على ذلك ، وذلك إسهاما منكم في دفع عجلة السلام في المنطقة!!!.

هذا هو التخطيط والهدف اليهودي تجاه فلسطين، وهذا هو دعم الولايات المتحدّة وإسنادهم لهم بكلّ الوسائل !

وقد رأيت شريطا لفديو نشر في هذه الأيام أي ( أيّام حرب 7 أكتوبر 2023م أحداث غزة ) ، يظهر شاب يهودي في إحدى شواطئ إحدى الدول الخليجية وهو ( يتحارش ! ) ببعض البنات !

والبنات يكلّمن اليهودي ويقلن له:

لقد تحرشت بنا على الشاطئ، ونحن سجلنا ذلك بالفديو !

فيجيبهم ويقول : حسنا وماذا بعد؟.

بالنسبة لي هذه أرض إسرائيل ، لقد اشتروها!!!

أي هذه أرضي وبلادي أفعل فيها ما أشاء ، وأنتم الأجانب في هذه الأرض إن أردتم غير ذلك فاخرجوا منها !

البنات يقلن له : أنت مريض يا رجل!

فيقول: أنا مريض !تعلّمي بعض السياسة،لأنك لا تعرفين شيئا !

وهذا طبعا جزء صغير من المخطط الصهيوني الكبير والواسع للمنطقة والتي تستوعب وتشمل من: النيل إلى الفرات ، كما أشرنا إليه !.

وفي إحدى اللقطات والإجتماعات يظهر الرئيس الفلسطيتي الراحل: ياسر عرفات -يرحمه الله- ويخرج قطعة من العملة الإسرائيلية ( 10 أغورة !) وهي عملة حديثة جدّا ، يوجد خلفها شمعدان فيها خارطة إسرائيل الكبرى وهي تشمل كلّا من :سيناء ، جميع لبنان ، كل الأردن ، ثلثي سوريا ، ثلاث أرباع العراق ، ثلث المملكة العربية السعودية ، ومن ضمنها المدينة المنوّرة وخيبر !

ثم يوجّه الرئيس الفلسطيني سؤاله إلى حكّام العرب ويقول :

أنا أسأل هل رأى العرب هذه الخريطة ؟

وبعد أن فشلت تلك المساعي في توطين الفلسطينيين في دول الخليج ، أحدث في وقتها ( إسرائل وأمريكا ) زلزال ما سميّ بالربيع العربي ، والذي كنت إسميه دائما (الركيع العربي) لأنه كان بداية إذلال واستغلال لكلّ العرب ، وقد أسقطوا في هذا الزلزال المدّمر من كان من حكّام العرب من يتوقعون منه معارضة مشروعهم السرطاني الإستيطاني الخبيث ، وبدّلوهم بأتفه حكّام عملاء في تأريخ العرب والمسلمين في مرحلة قد سميتها منذ عقدين من الزمن ( عهد التفاهة والتتفيه ) !

كشفت دراسة مسرّبة من أن إسرائيل تريد توطين مليوني فلسطيني (وهو مقدار تعداد سكان غزة) في مصر بسيناء بقيمة ( 8 مليارات دولار ) لبناء مدن لهم ، ودفع تعويضات لمصر تصل إلى ( 30 مليون دولار ) !

وهكذا فيبدو أن الأمر مدروس منذ زمن في إطار : صفة القرن ، مع تفاهمات وتنسيق مع بعض الحكومات العربية والإقليمية والغربية !.

ويبدو أن كثيرا من اليهود لا يقبلون حتى تهجير الفلسطينيين إلى دول الخليج أو صحراء سيناء لأنهم يعدّون هذه البلاد أيضا جزء لا يتجزأ من أوطانهم ، كما في البشارة التوراتية !

طلب في هذه الأيام ( أي بعد حوالي شهر من معارك 7 أكتوبر 2023م ) عضو كنيسة إسرائيل ( رام بن باراك ) توزيع سكان غزّة على دول العالم !

وعلّق ( المعتدل !) يائير لا بيد مستهزئا : أؤيّد قيام دولة فلسطينية ، لكن على كوكب المريخ ، لأن الأرض ( ويعني جميع الكرة الأرضية ! ) هي هدية الله لليهود !

يسأله المذيع : بعد القضاء على ( حماس ) يجب إعطاء الأمل للفلسطينيين بوقف الإستيطان وبناء الدولة الفلسطينية ؟

يردّ لا بيد : ليس هناك استيطان ..هذه ليست مستوطنات ..هذه أرضنا ..أرض الميعاد في التورة !

أما في منظور وزير التراث الإسرائيلي( عميحاي إلياهو ) فإنّ الفلسطينيين ، لا يستحقون الحياة لا في سيناء ولا في دول الخليج ولا في العالم ولا حتى في المرّيخ ( السماء !) أيضا ، حيث يدعو إلى قصف القطّاع بقنبلة نووية !قائلا : إن ذلك أحد الخيارات أمام إسرائيل،رغم أن ذلك يعرّض حياة الأسرى إلى الخطر !!!.

لقد علم أعداء الأمة وتحققت الصهاينة والصليبيون ومن ضمنهم الدول السبع الكبرى أن حماس والفلسطينيين بصورة عامّة اليوم , هم حجر العثرة الوحيدين أمام قيام مشروعهم الخبيث من النيل إلى الفرات ، وليس في الأمة غيرهم ، لذلك كانت أكثر السهام وجّهت إليهم وإلى ما تبقى من وطنهم المحتل!

وليعلم من هو ضميره حيّ من هذه الأمة، ومن يؤمن بالله واليوم الآخر بأن هؤلاء إن قضوا على (حماس) والفلسطينيين ـ لا سمح الله ـ فإن باقي حصون الأمة وأطمها سوف تتهاوى واحدة تلو الأخرى ، وسوف تتمدد دولة اليهود شرقا وغربا وشمالا وجنوبا !

إن مثلكم أيها العرب مثل أهل الأندلس لمّا حاصرهم الصليبيون في (طليطلة) قاوموا سنوات طوال ، لكن انقطعت بهم الأسباب بسبب الخيانة والمدد والعدد فاضطروا للاستسلام !

فسألهم الصليبيون ـ بعد ذلك ـ كيف صبرتم هذه السنوات ثمّ استسلمتم بهذه السهولة ؟

فقالوا : كنّا ننتظر العَدَد والعُدَد والمَدّد من إخواننا ملوك الطوائف !

فقالوا لهم : هل تعلمون أنّهم كانوا معنا في حصاركم ؟

وبعد أن قضى الصليبيون على ( طليطلة ) ، لم يلبثوا ساعة من النهار حتى هجموا على ملوك الطوائف فقضوا عليهم أيضا وفرّقوا جمعهم وشتّتوا شملهم !

وقد صدق فيهم المقولة العربية : أُكِلتُ يومَ أُكِل الثور الأبيض !

ولكي لايعيد التأريخ نفسه مرّة أخرى يا سادة ويا حكماء ويا عقلاء ، ويا من يتعظ بغيره ويتعظ بالتأريخ !!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button