التكريم في حياة الإنسان يبعث الفرح والسعادة والاطمئنان.
وهو مصدر من مصادر الأمان للروح وتضميد الجروح.
التكريم يجدّد العطاء للوطن المعطاء ، ويحفز المكرَّم على بذل المزيد من الجهد والعمل.
غير أن أجمل تكريم وتقدير لبني آدم هو التكريم الذي لا يراه.
يقام في بيوت الله عند الصلاة عليه بعد وفاته ، يقف له الجميع في صمت وخشوع.
يتقدمهم الإمام وخلفه المصلون يدعون.
تنهمر الدموع ويخيّم الخشوع ، لا تسمع إلا النحيب وبكاء الحبيب.
العين تذرف والقلوب ترجف على فراقه الذي آلمهم وأقضّ مضاجعهم.
وهذا -في نظري- أصدق تكريم !
أجمل تكريم للإنسان هو ما لا يحضره بكامل حواسه.
لا دروع ولا بشوت ولا جوائز، بل (كفن) يستره وهو في عداد الجنائز !
أجمل تكريم للإنسان عندما يزفه الناس فوق الأعناق ، من لحظة الخروج من المسجد حتى إنزاله في قبره.
كلُّهم حوله ، عن يمينه وشماله ومن خلفه.
يسرعون الخطى لتكريمه والوقوف بجانبه في هذه اللحظة.
احتسبوا الأجر وكرّموا أصدقاءكم وأحبابكم بحضور الصلاة عليهم عندما يفارقون الدنيا، واجبروا مصاب أهليهم بتواجدكم في المقبرة، فالميّت يحتاج وقفتكم ودعاءكم.
ادعوا لهم بالثبات عند السؤال فهم يسمعون قرع نعالكم، ويستأنسون بوجودكم، فلا تخذلوهم يوم التكريم والوداع الأخير.
وختامًا
أدعوكم لحفل تكريمي في اليوم الذي لم يتحدد، وأسألكم بالله لا تخذلوني.
—————————
* اليوم ٥ جماد الأول ذكرى وفاة والدي الذي وافاه الأجل بتاريخ ٥-٥-١٤٣٥هـ -يرحمه الله- اللهم أغفر له وأرحمه وأكرم نُزله ووسع مدخله واسقه من الماء والثلج والبرد، اللهم أسكنه الفردوس الأعلى يا جواد يا رزاق يا كريم.
مقال رائع: ونعم التكريم: هي دعوة للتأمل، والعمل من اجل المستقبل الحقيقي. شكرا من القلب للكاتب والمفكر.