المقالات

كل شيء فيك يغـري

كل شيء فيك يغـري ناظري حيـن أراكـا
يا بديع الحسـن إنـي حرت في سر هواكـا

لا أخفيكم أبدًا أن كُتب التاريخ دوَّنت العديد من حكاية الحب.. وقصص العشق.. وملاحم الانتماء.. وأجزم أن كل تلك الحكايات متشابهة أو أنها ذات روابط مشتركة…
إلا تلك الرائعة “سيدة كل الروائع” كانت مختلفة..
لا شبيه لها ولا مثيل في كل الروايات..

عجبًا لهذا النصر كيف استطاع الهيمنة على قلوب ملايين العشاق.. بسطاء.. شعراء أدباء.. أمراء.. وكل الأطياف..
وبعد بلوغه الثامنة والستين عامًا لازال العُشاق على العهد والوعد.. ولا زال مدرجه يضج بالحياة بل هي ساحات من ساحات الهيام..

في الحقيقة من أسمى مراتب الإجحاف وصفهم بالمشجعين؛ لأن تلك المشاعر تجاوزت وعبرت حدود التشجيع.. إن علاقتهم بناديهم ليست كعلاقة بقية الجماهير بأنديتهم فقط مجرد “مواعيد فرح”.

هم ليسوا كالبقية أبدًا.. هم مختلفون عن الجميع هم وكذلك ناديهم..
يصعُب وصف مشاعر الحب التي تربط النصر ككيان بعشاقه.. هي حالة مختلفة وتفاصيل متفردة..
أنظارهم لا ترى غيره وقلوبهم لا تعشق سواه ..
ويبقى النصر أنشودة الحياة التي تطربهم دومًا..

ليست كلمة للتاريخ فحسب بل إنني أجزم أنه لو كان للعاشق النصراوي مئة قلب لأحب النصر بجميع المئة، وفي كل قلب شغف وحب وعشق يفوق الآخر.

مع فائق الاحترام والتقدير للشاعر الكبير نزار قباني، ومع التعديل في أبياته التي تحكي واقع المحب النصراوي:
يارب قلبي لم يعد كافيا
لأن من أحبه يعادلُ الدنيا
فضع بصدري واحدًا غيرهُ
يَكُونُ فيه مساحةِ الدنيا.

ذلك الصرح الذي يلعب في الأرض ويسكن السماء.. نادي القيم الثابتة والمبادئ الراسخة التي لم تتبدل، ولم تتغير في ظل المتغيرات..
على مدى السنوات كان “جامعة” تعلم العالم مفردات المعاني السامية والأخلاق والإنسانية.

توهج النصر وقوة تأثيره لم تكن وليدة اللحظة كما يريد البعض أن يقول ويعزو ذلك للرياضي الأعظم (رونالدو)، وهو بلا شك يستحق لكن العالمي وجمهوره جعل العالم بأسره يتحدث عن النصر في موسم متصدر لا تكلمني حتى من داخل البيت الأبيض.. شمس الكرة السعودي الأولى التي أضاءت مونديال الكرة الأرضية.

من كان محاطًا بتلك الملايين من الأوفياء سيبقى قويًا دائمًا وأبدًا…
وسبقى مدرجه العظيم المدرسة التي تعلمهم أبجديات الجمال…

بحثت كثيرًا وفتشت كثيرًا عن سر تلك العلاقة بين العاشق والمعشوق وما هو السر وراءها.. لكنني لم أستطع كشف الحقيقة..

أحبوه الأمراء والعظماء من بداية تأسيسه.. ووقف خلفه جمهوره وهتفوا باسمه في عز انكساره، ومع سنوات غيابة الطويلة إلى يومنا هذا.. وفي أيام توهجه لا زالوا هم الرقم الأول..
أحبوه لأنه النصر الكيان، وليس لأنه النصر البطل فحسب..

فصل الخطاب إن كان للجمال أركان؛ فقد اكتملت أركانه في النصر وجمهوره..
وحتمًا بعد ذلك ليس علينا إلا أن قول بأن الصمت في حرم الجمال جمال.
وفي الختام.: سيبقى العشق والقلب للنصر.

بقلم/ حسين بن أحمد السيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى