الباحة – رغم التحديات والظروف التي صادفته في حياته الخاصة ومسيرته العلمية والعملية والشعرية، إلا أنه استطاع تجاوزها وشق طريقه نحو النجومية، حتى أصبح أحد كبار شعراء ورموز العرضة الجنوبية، فارتبط اسمه بالشيلات الوطنية الحماسية، التي تغنى فيها بالوطن وولاة أمره وجنوده البواسل في ميادين العز والشرف، إنه الشاعر الكبير وصاحب الصوت الشجي علي السالمي، ضيف “مكة” الإلكترونية في حوار اليوم:
– هل تحدثنا عن مولدك ونشأتك وحياة الطفولة؟
أنا من مواليد قرية المدان بجبل بركوك بتهامة بني شهر، انتقلنا مع الوالدين مبكراً فكانت طفولتي من سن الثلاث سنوات في مدينة تنومة، لحرص الوالد رحمه الله على التحاقنا بالمدارس آنذاك عام 1390، وكانت طفولة لا تختلف كثيرا عن أبناء جيلنا في ذلك الوقت.
– هل تعطينا نبذة عن سيرتك العلمية ومسيرتك العملية؟
بعد السادسة ابتدائي انتقلت مع أخي الأكبر عبدالله -رحمه الله- لمدينة نجران، ثم التحقنا بالعمل في القطاع العسكري بوزارة الداخلية ،وفي عام 1407 انتقلت لمدينة الرياض في ذات القطاع بوزارة الداخلية، ثم استمريت في الدراسة حتى حصلت على الثانوية العامة، ثم عن طريق الانتساب التحقت بجامعة الملك عبدالعزيز وحصلت على بكالوريوس إدارة واقتصاد، وفي عام 1420 لظروف عائلية استقلت من العمل واستقريت مع عائلتي في الجنوب لتعذر النقل آنذاك، ثم التحقت بالدراسة عن بعد بكلية كامبيردج بالقاهرة، وحصلت على الماستر في الإعلام والعلاقات العامة، بعدها تم انتخابي لرئاسة المجلس البلدي بمحافظة بارق لمدة 8 سنوات، عندما تم تأسيس نظام المجالس البلدية، وبعدها تفرغت للشعر وللأسرة ومتابعة الأبناء.
– ما هي أبرز ثلاث محطات في حياتك؟
بلا شك يوجد هناك الكثير من المحطات في حياة كل شخص منا، منها ما هو إيجابي والعكس، والذاكرة تموج بالكثير من الذكريات، إنما الكثير منها يصعب نفسيا استحضارها وإعادتها للمشهد .
– ما هي أقرب هذه المحطات إلى قلبك؟
المحطة الأولى كانت عند انتقالي لمدينة الرياض، ثم محطة أو مرحلة الاستقرار العائلي بالزواج، ثم محطة العودة مرة أخرى للاستقرار في الجنوب عام 1420 هـ.
– هل صادفتك عقبات خلال حياتك؟
لا اعتقد أن أحد منا لم تصادفه أو يصطدم ببعض العقبات والعراقيل في حياته، وأحياناً تكون بعض الأزمات والعقاب مرحلة لها ظروفها ومسبباتها ودروسها المستفادة.
– ما هي أبرز هذه العقبات؟ وكيف تجاوزتها؟
وفاة والدي رحمه الله وغفر له، ثم بعده وفاة أخي الأكبر عبدالله رحمه الله رحمة الأبرار، وتخطيناها بالصبر والدعاء والاستسلام لمشيئة الله عز وجل.
– متى بدأت مسيرتك الشعرية؟
بدأ في سن مبكرة ببعض المشاركات الخفيفة، انطلاقاً من عام 1405 حتى عام 1411، عندما اتخذت قرار الدخول لساحات العرضة.
– ما هي أبرز التحديات التي واجهتك خلال هذه المسيرة؟
من حسن الطالع أنني دخلت للعرضة عندما كانت تعيش عصرها الذهبي ما بين عام 1413 إلى عام 1430، فكانت مرحلة من أجمل مراحل العمر .
– لماذا اتجهت مؤخرا إلى الشيلات؟
مرغماً أخاك لا بطل، ثم إنه كان اتجاه اضطراري يحكمه في المقام الأول رغبة الجمهور، خاصة عندما أصبحت حفلات العرضة يتحكم بها من يسمون أنفسهم “منظمو الحفلات”، وهم في الأصل سماسرة يبيعون ويشترون في الحفلات والشعراء كما يريدون، وكان هذا هو السبب الحقيقي لما وصلت إليه العرضة الجنوبية منذ 12 عاما إلى الآن، فكانت الشيلات هي البديل المناسب عن العرضات غير الناجحة.
– هل نعتبر هذا التحول بمثابة ابتعاد عن ميادين العرضة الجنوبية؟
لازلت في ميدان العرضة ولله الحمد متواجد، إنما يحكمني أولوية الاختيار الأفضل والمناسب للحضور.
– هناك من يعتبر الشيلات دخيلة على الموروث الجنوبي.. ما هو ردك؟
لا اعتقد أنها دخيلة، وهي تغنى على نفس ألحان موروثنا الأصيل وعلى نفس إيقاعاتها الحقيقية، وهنا تكون متفرعة من صلب موروثنا الجنوبي على مختلف مسمياته وألوانه، ولذلك فالفرع يعود للأصل.
– كيف ترى ما يحدث من مهاترات بين الشعراء؟
للأسف الشديد، لا أحد يقر مثل هذا أو يتقبله، وتتأفف منه النفوس، ولكن تكمن المسؤولية على صاحب الحفل في ترك المجال مفتوحا لكل من أراد الخروج عن النص وأدبيات الحوار وقوانين الشعر وأخلاقياته.
– ما تقييمك للساحة الشعرية اليوم؟
تمر بحالة مرضية، من الممكن شفاؤها منها واستعادة وهجها ووجهها المشرق إذا تم علاج المسببات.
– بمن تأثرت شعريًا؟
بكل من سبقوني في العرضة الحنوبية.
– من هو شاعرك المفضل؟
عبدالواحد الزهراني.
– ما هي أقرب أبيات شعرية لقلبك؟
شيلة رجال الطواري.
– أين أنت من الأمسيات الشعرية؟
عندما ادعى لها سأحضر وأقدم ما لدي.
– ما هو الجديد لديك؟
عمل وطني سيرى النور قريباً.
– هل سنرى لك ديوان شعري مستقبلاً؟
نعم، ديوان مسموع وليس مقروء.
– بماذا تريد أن نختم هذا اللقاء؟
بالشكر الجزيل لشخصكم الكريم، ولحميع العاملين في صحيفة “مكة”، معتذرا منك شخصيا لتأخري عليك بعض الوقت.