الموت حق وحق مُر كما سماه الشيخ الشعراوي -رحمه الله-؛ “إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ” أنتقل إلى رحمة الله في الأيام الماضية زميل وصديق عزيز الأستاذ الدكتور عالي القرشي -رحمه الله-، وستظل ذكراه وآثاره حية لسنين؛ فمؤلفاته في الأدب والنقد وسماته الشخصية في التواضع والعصامية تستحق أن يفرد لها مؤلفًا بل مؤلفات؛ فهو مدرسة في ذلك.
وإن كنت لا أجد في نفسي التأهيل الكافي للحديث عن أعماله الأدبية والنقدية التي تختلف عن مجال اختصاصي واهتماماتي، وقد عرج على الحديث عنها من هو أعلم بها وأحوط إلا أنني أجبرت في كثير من الأحيان على متابعة بعض من كتبه ورواياته التي ملأت السمع والبصر من قبيل الإعجاب، والتأثر بشخصه وإبداعاته رحمه الله رحمة الأبرار.
فلقد تشرفت بمزاملة الأخ الصديق الزميل عالي بن سرحان القرشي في مدرسة دار التوحيد في الطائف التي أسسها مؤسس المملكة العربية السعودية وصقر الجزيرة العربية عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود جزاه الله خير الجزاء، والحق أنه قد ثبت من مخرجات تلك المدرسة أنها كانت جامعة في اللغة والأدب والشريعة والثقافة وأحد الأدلة على ذلك عالي بن سرحان القرشي الإنسان الخلوق الأديب الأريب الناقد المربي العصامي النموذجي، ولا أملك في هذه الأسطر القليلة في الحديث عن صديقي وزميلي د. عالي إلا الدعاء له بالرحمة والمغفرة، وأن يُلهمنا وأسرته الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
0