لقد حان وقت إعادة النظر في مصطلح “معاداة السامية” الذي يجب أن يكون تجريم معاداة الإنسانية وليس لعرق أو جنس أو لون بعينه؛ فمن جعلني أكتب المقال متحدث البيت الأبيض؛ حيث اتهم “إيلون ماسك” بأنه يُعادي السامية بينما ما حدث منه انتقاد جرائم تُرتكب بحق فئة من الناس من متطرفين يخالفون أصلًا التعاليم الإنسانية التي نزلت بالكتب السماوية؛ فإن هؤلاء استغلوا ما يُسمى معاداة السامية في اضطهاد البشر والتعالي والاستكبار والتمرد على القوانين والإنسانية عكس ما كان يحدث بالقرن الماضي؛ لإنقاذ فئة من البشر في قرن كان يعج بالنازيين من إمبراطوريات تحولت إلى دول مستقلة وجمهوريات لا تميز بين مواطن وآخر؛ فلقد انتهت تلك الحقبة بما فيها من تمييز عنصري على الأقليات؛ فنحن نعيش عصرًا مختلفًا يجب أن يجرم مُعاداة الإنسانية التي هى الأصل في حياة ذلك الإنسان بمختلف معتقداته وجنسه ولونه؛ فإن ما يحدث من تناقض في دول تزعم بالديمقراطية وحقوق الإنسان يُخالف تلك الدساتير التي وضعت بعد قرن النازيين، ولكنها مازالت تُحتفظ بنسخة تحت مسمى معاداة السامية التي جعلت للتطرف والإجرام أحقية من فئة معينة على جميع الفئات فما يحدث الآن في غزة بشكل خاص وفلسطين بشكل عام هو نموذج من الحصانة التي منحت في هذا القرن لاضطهاد بقية المعتقدات والفئات على يد فئة تُمارس العداء والتطرف باستهتار واستكبار على القوانين الإنسانية؛ لأن العالم مازال يحتفظ بمصطلح بائد من العنصرية، جعلت منه يتمرد على الإنسانية بلا رقيب ولا حسيب في ديكتاتورية معاداة السامية التي صنعت في فترة زمنية سابقة، وتحتاج إلى إعادة نظر بصياغة ديمقراطية وليست ديكتاتورية تخص فئة عن غيرها؛ فمن الحقوق الإنسانية تجريم معاداة الإنسانية التي تمنح الجميع حقوقًا إن كان ساميًا أو غيره من بني آدم -عليه السلام-؛ فليس هم اليهود وحدهم “الساميون”؛ لأن السامية سلالة وليست ديانة تضم أعراقًا كثيرة من البشر، ولكن المهم أن عرق الإنسانية هو العرق السامي الذي يجب أن يُجرم من يعاديه في كرامته كإنسان؛ فلا بد أن نتحرر من مصطلح ديكتاتوري إلى مصطلح ديمقراطي في عصر يحترم حقوق الجميع.
بقلم/ غازي العوني