يوم الحمقى أو “كذبة أبريل”، بالإنجليزي (April Fool)، يتمُّ الاحتفال به في الأوَّل من شهر أبريل من كل عام، ويتضمن تقاليد ذلك اليوم ممارسة الخُدع والنكات والكذب على الآخرين، وهذا اليوم تقليد قديم؛ خاصة في الثقافتين الأمريكية والأوروبية، وهناك العديد من الافتراضات حول الأصل التاريخي لكذبة أبريل، غير أنه لا أحد يعلم على وجه التحديد أصل أو سبب الاحتفال بهذا اليوم في كل عام.
أيًّا كان أصل ذلك اليوم “كذبة أبريل”، فقد تحوَّل بمرور الزمن إلى احتفال سنوي مُتجدد بالمقالب، أو بما يُسمى بالكذب الأبيض، والذي من المفترض أنه لا يضر بالغير.
موقع قناة “ناشونال جيوغرافيك” الشهير استعرض بعضًا من أشهر الطُرف والنكات التي تداولتها الألسن في هذا اليوم “كذبة أبريل”، وأحدثت وقتها ضجة كبيرة في جميع أنحاء العالم الغربي؛ منها:
في احتفال الأوَّل من أبريل عام 1698م، دُعي الناس في مدينة لندن لمشاهدة حفل غسل الأسود في منطقة “ويستمنستر” وسط المدينة أمام برج ساعة (بج بن)، ذهب الكثيرون من سكان المدينة لمكان الحفل، فلم يجدوا هناك أسود لكي يتم غسلها، وكان الأمر كله مُجرد كذبة أبريل من ذلك العام، وعلى الرغم من ذلك ظل سكان المدينة يترددون على المكان في نفس الموعد من كل عام؛ لمشاهدة أسود لن تأتي ليتم غسلها.
في عام 1905م، نشرت صحيفة ألمانية خبرًا مفاده أن مجموعة من اللصوص حفروا نفقًا أسفل مبنى وزارة الخزانة الفيدرالية الأمريكية، وقاموا بسرقة كل محتويات المبنى من الذهب والفضة، وذكرت الصحيفة أن قيمة المسروقات بلغت 268 مليون دولار، والذي يُعد مبلغًا كبيرًا بمعايير تلك الفترة الزمنية.
انتشر خبر سرقة المبنى وتناولته الكثير من الصحف في أوروبا وأمريكا، وتبيَّن لاحقًا أن الخبر كان فقط مُجرد كذبة أو نكتة من نكات أبريل.
ولعل أكثرها شهرةً تلك الكذبة التي أطلقتها إذاعة البي بي سي اللندنية في الأوَّل من أبريل عام 1957م، حين نشر الصحفي “ريتشارد ويمبلي” خبرًا حول وفرة محصول السباجيتي في سويسرا لذلك الموسم، واتضح لاحقًا أنه مجرد مقلب وقع ضحيته آلاف من المتابعين للإذاعة، لدرجة أن بعضهم اتصل للسؤال عن طريقة زراعة أشجار السباجيتي منتهى الجدية.
ومن أكثرها شهرةً عالمية تلك التي تُسمى (كذبة نيكسون)، عندما أعلن الرئيس “ريتشارد نيكسون” في تسجيل صوتي في عام 1992م، رغبته في الترشح للانتخابات الرئاسية الأمريكية، والذي أجبر على الاستقالة من منصبه بسبب فضيحة “وتر قيت” الشهيرة.
جاء إعلان الترشيح على الإذاعة الوطنية الأمريكية “ناشونال بابلك راديو”، وبعدها ظهر العديد من كبار الخبراء في السياسة لتحليل هذه الخطوة من الرئيس “نيكسون” وتأثيرها على السباق الانتخابي، ورغم اتصال الكثير من المُستمعين بالإذاعة وعبَّر الكثيرون منهم عن غضبهم من هذه الخطوة، تبيَّن بعدها أن الفكرة كانت مُجرد كذبة، إلا أن الآلاف من المواطنين الأمريكيين صدقوها.
0