هذا عنوان لنص مسرحي كتبته قبل سنتين تقريبًا، تدور أحداثه حول أسرة مكونة من أب مشغول بتجارته وشركاته وتنمية أمواله، وأم حياتها مسخرة للمناسبات والحفلات والفلاشات والظهور الإعلامي في كل القنوات، وأختين كلاهما اتكاليتان في حياتهما على العاملات والخدم، ثم فجأة يتقدم لهما زوجان وما تلبث حياتهما إلا أقل من أسبوع لتعودان إلى منزلهما منفصلتين. هنا سأترك لك أيها القارئ بناء أحداث النص من خلال استنتاجك المعرفي، وربطه بعنوان المقال .
دعونا نبحر قليلًا فيما نشاهده أو نسمعه عن مجموعة من الأبناء والبنات سواءً من خلال شبكات التواصل الاجتماعي أو من خلال المناسبات والمهرجانات والترفيه التي تقدمها حكومتنا الرشيدة -أعزها الله- لتقديم كل سبل العيش الرغيد للمواطن والمقيم والزائر لمملكتنا الغالية، ولكن يبقى السؤال لمن يحضر أو يشاهد هذه المناسبات، ويكون عبئًا ثقيلًا جدًا على المنظمين أو المهتمين بإقامة مثل هذه المناسبات. بخروجه عن النص ولفت الانتباه نحوه بما هو غير مناسب لبيئتنا ومجتمعنا بشكل عام .
كثر الحديث عن نسب الطلاق وعن أسباب عدم قدرة هذه الأجيال (البعض وليس الكل) على الصبر والتحمل وإدراك المسؤولية المجتمعية، كما كثر الحديث عن ظهور فئات من الجنسين (البعض وليس الكل) حياتهم لا ترتقي إلى ما تقدمه الدولة، وما تسعى إليه في رؤيتها المستقبلية لهم؛ فأصبح البيت مكانًا للنوم والاسترخاء فقط، دون مشاركة الأب أو الأم الشعور بالمسؤولية وتحمل الأعباء، والحرص على البقاء معهم ومعرفة أحوالهم .
التربية تنشأ من البيت ومن الأسرة، أنا لا أحمل الملامة فقط لهذه الأجيال، ولكن أُشرك فيها الوالدين فهما محور الحياة الأساسية لبناء شخصية هذا الجيل، فعندما يهمل الوالدان البيت، من الطبيعي أن يعيش الأجيال في حالة من الفراغ العاطفي، والهروب من تحمل المسؤولية في (كل الاتجاهات)، ويتجه إلى إفراغ صراعاته فيما نشاهده الآن (من البعض) في المناسبات والترفيه حتى وصل إلى فراغ التواصل عبر البثوث المباشرة وفتح قنوات مباشرة، والتحدث مع من يعرف ومن لا يعرف .
نرجع ونقول أجيالنا. فيهم الخير والبركة، ولكن؟ نحتاج إلى إعادة توجيههم وتعويدهم إلى المشاركة في بناء هذا الوطن وتربيتهم التربية الإسلامية المحافظة، وإلى ما يساعدهم إلى تقويم حياتهم وحياة أبنائهم .
فالوطن بحاجة إلى أبنائه .
0