المقالات

“الْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ”

المدينة المنورة أول عاصمة في الإسلام، وثاني أقدس الأماكن لدى المسلمين بعد مكة، وصفت بالمنورة؛ لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نوّرها بقدومه إليها، فهنيئًا لمن أنعم الله عليه بالعيش فيها؛ فيها مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، الذي تعدل الصلاة فيه ألف صلاة، وفيها الروضة الشريفة التي هي روضة من رياض الجنة، فيها مسجد قباء أول مسجد بني في الإسلام، ومقبرة البقيع، وفيها وادي العقيق وهو وادٍ مبارك، فيها أحد أشهر الجبال التي شهدت أحداث السيرة قال عنه المصطفى صلى الله عليه وسلم: “وَهذا أُحُدٌ، وَهو جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ”، فيها مقبرة شهداء أحد بجوار جبل الرماة تضم رفاة سبعين، استشهدوا في غزوة أحد، منهم: حمزة عمَّ النبي صلى الله عليه وسلم.
كتب الله لي زيارة هذه المدينة المباركة، شعرت بالسكينة والهدوء والطمأنينة وراحة البال في هذه المدينة المباركة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، طيلة مدة الزيارة التي امتدت لثلاثة أيام بدءًا من يوم الإثنين الموافق 20 من نوفمبر.
شرفت خلالها بلقاء الكثير من الأحبة من أهل هذه المدينة المباركة، ففي مساء اليوم نفسه دعاني أخي الكريم معالي الدكتور “عبد العزيز السراني”، رئيس جامعة طيبة السابق في منزله العامر؛ لتناول طعام العشاء مع مجموعة من الزملاء، وكان “أبو عبد الله” كعادته كريم الشمائل، يتميز بطيب لطفه، وجميل حديثه، وكريم أخلاقه، وهي أخلاق يتميز بها أبناء طيبة الطيبة.
وفي ظهر يوم الثلاثاء تناولنا طعام الغداء في دار صاحب المواهب المتعددة الدكتور عصام الهجاري؛ بحضور نخبة من أبناء المدينة المنورة، يتقدمهم معالي الدكتور منصور النزهة ومعالي الدكتور عبد العزيز السراني، والأديب الأستاذ الدكتور عايض الردادي، والذي أهدى الجميع بعضًا من إصداراته.
كان اللقاء جميلًا يدور عن تاريخ طيبة الطيبة وفضل الإقامة فيها، وكعادة الداعي (أبو الحسن)، أتحفنا بغزير معلوماته، وكريم ولطف خصاله، وطيب حديثه، وهكذا هم أهل طيبة الطيبة.
وفي مساء اليوم نفسه، تناولنا طعام العشاء مع نخبة من أصحاب المعالي والفضيلة والسعادة أبناء طيبة الطيبة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام في دار أخي الكريم الدكتور عودة بن محمد الجهني عميد معهد البحوث والدراسات بجامعة طيبة، ومستشار وزير التعليم السابق، كعادة سعادته في كل لقاء، كان على درجة عالية من الوفاء، والجود، والكرم، ولطف الحديث، عُرف عن سعادته شغفه في تعدد الزوجات، وفي اللقاء وجدتها فرصة لتهنئته على عقد قرانه الأخير “رقم تسعة”، شخصيًا تمكنت من حضور أغلبها، أسأل الله له السعادة والتوفيق.
إن ما وجدته من أبناء طيبة الطيبة طوال فترة زيارتي، لا يمكن وصفه، كيف لا وهم أحفاد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنصاره.
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين قال:”الْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ”.

أ. د. بكري معتوق عساس

مدير جامعة أم القرى سابقًا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى