المقالات

سيناريوهات استيلاء الحوثيين على السفينة الإسرائيلية !

(المتاجرة بقضيّة شعبنا الفلسطيني المسكين).

منذ يوم (19/ 11/ 2023م) انهمكت وانشغلت وسائل الإعلام العالمي ووسائل (السوشيال ميديا) بخبر استيلاء الحوثيين على سفينة إسرائيلية، وهي السفينة (غالاكسي ليدر)، وهذا الخبر قد استغل حيّزًا كبيرًا ومساحة واسعة وكثيرًا من أوقات الوسائل المذكورة مع جمع غفير من الناس في العالم!

وعدّ الناطق الرسمي والقيادي من الحوثيين أنّ هذا العمل جاء: نصرة لأهل غزّة المظلومين!

كما أشار الناطق الرسمي العسكري الحوثي (يحيى سريع) إلى أن (هذا يأتي انطلاقًا من المسؤولية الدينية والإنسانية والأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني المظلوم.. إلخ).

وفي الوقت نفسه اعتبر الجيش الإسرائيلي الحادث ووصفه بأنه (خطر للغاية عالميًا، وأنّ السفينة المختطفة غادرت تركيا في طريقها للهند بطاقم مدني دولي دون إسرائيليين، كما أنها ليست إسرائيلية!).

ووصفته رئاسة الوزراء الإسرائيلية: بالعمل الإرهابي الإيراني !

في الوقت نفسه أكدت بعض وكالات الأنباء أنّ السفينة المحتجزة مملوكة لرجل أعمال إسرائيلي!

وذكرت القناة الإسرائيلية (12) أن تل أبيب تحقق في استيلاء الحوثيين على سفينة شحن إسرائيلية! أما موقع (والا) فتحدّث بأن السفينة مملوكة جزئيًا لشركة إسرائيلية!

وتوضّح صحيفة (هآرتس) اسم مالك السفينة، وكذلك أنها تابعة لشركة إسرائيلية يملكها رجل الأعمال الإسرائيلي: رامي أنغر !

واختلف النّاس في تفسير ما حدث وكيف حدث؟

وقد تزامن في نفس اليوم الذي انشغل فيه العالم بأحداث السفينة (مذبحة جديدة) في غزّة؛ فكان الحدث بمثابة تغطية لهذه الجريمة، حتى لا يلتفت النّاس إلى ما حدث!

وإلَّا فهل من الصحيح والعقل والمنطق تصديق أن هناك خصومة وعداوة بين إسرائيل وبين الحوثيين؟

المعروف أنه لولا وجود الصهاينة والأمريكيين لما كان للحوثيين موضع قدم في اليمن، وهم من أثبتوهم وفرضوهم على اليمنيين والمنطقة لأجندات ومصالح (مرحلية) للقضاء على كلّ ما هو صحيح وشرعية وشرع !

وهناك احتمالات عديدة لا يمكن استبعادها حول هذه المسرحيّة الهزيلة ومنها:

ـ عدم استبعاد أن تكون هذه السفينة وما عليها من حمل وأعتدة، هديّة من إسرائيل أو أمريكا ثمنًا لمقايضة الصفقة التي شاركت فيها سيّدتهم (إيران)، والتي قبض فيها عشرة مليارات دولار، بعد توقيع الرئيس الأمريكي على ذلك قبل حرب غزّة بأيام معدودة، لكن حصّة الحوثيين تأخرت إلى هذا اليوم والتوقيت، والصفقة هي تدمير غزّة وإبادة أهلها وتهجير من تبقى منهم إلى دول الجوار !

ـ أنها صفقة أخرى من الحوثيين وأسيادهم بالاتفاق مع إسرائيل وأمريكا؛ فبعثت إسرائيل بهذه السفينة كي يحدث ما حدث لخلق جوّ آخر لشحن واستجلاب المزيد من القوات الأمريكية والصهيونية والأطلسية للمنطقة؛ للسيطرة على جميع المنافذ البحرية من جهة، وعمل فتن وتهديدات للمنطقة والبلاد العربية، بذريعة تهديد الحوثيين للملاحة البحرية!

وإلا كيف حدث ما حدث كلّه وهناك قاعدة عسكرية إسرائيلية في جزيرة (دهلك الموريتانية) قرب موقع حجز السفينة الإسرائيلية المحجوزة، هل كانت غافلة عمّا حدث؟

ثمّ إن كان الحوثيون راغبين في الانتقام من إسرائيل فلم لا يدكّون هذه الجزيرة بصواريخهم دكًا، ويهاجمون على هذه القاعدة ويستولون عليها بدلًا من هذه السفينة!

ومن نافلة القول أيضًا: إنه لو لم يكن هذا الأمر مرتبًا من قبل ومتفقًا عليه بين الطرفين، كان من المستحيل أن تسكت هذه القاعدة العسكرية الإسرائيلية عن ذلك، وهي محمّلة ومليئة بالطائرات والمروحيات والقواعد الصاروخية، وكانوا أغرقوا العصابة الحوثية في البحر قبل أن يصلوا إلى السفينة !

وهكذا قد تكون هذه العملية مسرحيّة جديدة أخرى متفقًا عليها مسبقًا، وتضاف إلى المسرحيات السابقة بين الطرفين، مثل مسرحية إيران حين قامت بتوجيه (18) صاروخًا إلى قاعدة (عين أسد) العسكرية الأمريكية بعد مقتل: المهندس وسليماني، والتي فضحهم فيها قبل أيام الرئيس الأمريكي السابق (دونالد ترمب)، حيث ذكر (مستهزئًا!) أنهم أخذوا الموافقة مسبقًا من الأمريكيين على هذه الضربة الكاذبة والمسرحية السمجة !.

وإلا فمن الواضح إذا أراد الحوثيون أن يخففوا عن المقاومة الفلسطينية وهم جادّون في ذلك؛ فالطريق مفتوح للحوثيين للذهاب إلى الجولان وهي منطقة متاخمة لإسرائيل والمسيطرون عليها هم ميليشيات تابعة لحلفائهم وأهل عقيدتهم الإيرانيين، كما أن الجنوب اللبناني هي المنطقة الثانية المفتوحة أمامهم للذهاب إلى محاربة اليهود حيث بين حلفائهم (من يسمونهم بحزب الله) ومعسكرات الجيش الصهيوني (500 متر) فقط!.

والغريب أنني لم أنتهِ من مقالي هذا حتى انتهت المسرحية بكلّ سلاسة وكأن شيئًا لم يحدث، وكأن تصريحاتهم النارية حول السفينة كلها سكب عليها الماء البارد، ثم إن السفينة غادرت ميناء الحديدة، ولا يعلم لِمَ استولوا عليها وكيف أفرجوا عنها!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button