المشاهد الحصيف للقناة الثقافية السعودية بحلتها الجديدة سيدرك قيمتها العظيمة وهي تتماهى مع الحراك الثقافي الكبير الذي تشهده المملكة العربية السعودية اليوم على كافة الأصعدة بما فيها الثقافة والتي كانت بحاجة ماسة وضرورة مُلحّة لإنشاء قناة تلفزيونية فضائية ومنصة تواصل رقمية تمنحنا نافذة وطنية نرى من خلالها مملكتنا بتعدد مناطقها وتعدد ثقافاتها وأرثها التاريخي الكبير ، وحتى يرى معنا العالم مملكتنا ثقافياً ، وهي تحمل تراثاً عظيماً وأدباً جمّاً وإرثاً موغلاً في الأصالة والتاريخ والقِدَم وفق ترسيخ للهوية الوطنية السعودية بكل مكوناتها ..
القناة الثقافية فضائياً ورقميّاً رسالة عالمية تحمل في مضمونها رسالة إنسانية نبيلة أعمق ، فهي إلى جانب دورها التثقيفي التنويري هي رافدٌ رئيس من روافد تأصيل وترسيخ الثقافة السعودية وفق رؤية ولي العهد الطموح صاحب السمو الملكي الأمير : محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله –
إنّ وجود قناة ثقافية تلفزيونية بهذه المهنيّة العالية والاحترافية الراقية والنقلة النوعيّة إلا دليلاً واضحاً على فكر تنويري يهدف إلى ردم الفجوة والجفوة بين الطبقة النخبوية المثقّفة والشعبوية العامة بأسلوب عصري حديث لطيف مما يجعل الطبقتين على وفاق الحب والجمال معاً ، والاستمتاع بكل ما يضيف للثقافة من مضامين رصينة ومحتويات ثمينة وغاية في الأهميّة .. فمنذ تلك اللحظة التي شهدت ولادة القناة الثقافية السعودية بحلتها الحديثة الجديدة – والتي هي أصلاً امتداد للقناة الثقافية الماضية – وهي تحملُ فكراً جديداً وعملاً جاداً وفق رؤى واضحة الملامح والأهداف والخطط الواعدة ؛ لتسهم في نقل ٍنوعيّ لجميع جوانب التراث الثقافي ، ومواكبة التحولات التي يشهدها القطاع وصناعاته الإبداعية في خطوة من شأنها أن تعزز مكانة السعودية الدولية ، وحضورها الثقافي اللافت عالمياً سيما وإن والمملكة عضواً مؤسساً وداعماً لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ( اليونسكو ) ، وحصولها على مقعد في المجلس التنفيذي لليونسكو ، ويمثّله وزير الثقافة ، وللوزارة رؤية وتوجهات تعمل من خلالها لمسيرة التطوير التي تسعى له وهي – الثقافة كنمط حياة ، والثقافة من أجل النمو الاقتصادي ، ومن أجل تعزيز مكانة المملكة .
ما يميّز القناة الثقافية الجديدة إنّها تأتي كقناة تلفزيونية فضائية ضمن باقة «إم بي سي» وتظهر كمنصة رقميّة على تطبيق «شاهد» مما يسهل متابعتها ، ومشاهدتها في كل مكان في العالم ، والاستمتاع بما تقدمه من برامج ؛ فهي منصّة لثقافتنا السعودية تراثيّاً وأدبيّاً وفنوناً بصرية ، وفنوناً للطهي وعرض الأزياء ، ودراما تراجيدية متنوعة بين المسلسلات التاريخية ، والعصور الماضية ، والأفلام والمسرح ، ودور الكتب والفنون الأدائية والموسيقى وما تحمله من تكوين وجداني إنساني كان أو مكاني ، وإبراز فن العمارة والنقوش والخطوط ودلالاتها التاريخية والتصميم ، بالإضافةً لتنوّع برامجها والتي تتّسم بالشمولية والجدِّة والابتكار ومحافظتها على أرثها الثقافي السعودي بكل فنونه ومراحله يرفدها في ذلك مكتبة الإذاعة والتلفزيون والتي تعتبر كنزاً معرفياً ثقافياً سعودياً خالصاً متعدد البرامج مما ينعكس على اهتمامات وأذواق الأجيال الجديدة واعتزازها وفخرها بتراثها وتاريخها الإسلامي المجيد .. !
إن جودة المحتوى الثقافي التي تقدّمه القناة الثقافية السعودية هو بإختصار جودة المحتوى المحلي في منظومة الإبداع العالمية .
ومضة :
يقول وزير الثقافة الأمير بدر بن فرحان : إن الثقافة السعودية تقف على أرض صلبة، ونقف اليوم على أرض غنيّة بالصناعة الإبداعية في الحقول الثقافية المتنوعة ، وطاقات بشرية مبشرة تجاوز إبداعها حدود بلادنا ، ليصل إلى العالم ، وسنعمل في الوزارة بنهجٍ تشاركي مع المبدع السعودي ، رأس مال الثقافة ، وسنذهب بعيداً لخلق بيئة تدعم الإبداع وتساهم في نموه ، وسنفتح نوافذ جديدة للطاقة الإبداعية عند السعوديين .