المقالات

العشقُ القاتل…

صرخة ألم فجّرها أحد القُراء من الدول العربية عندما تواصل معي.. ليسألني عن حقيقة قصة “العشق القاتل” وهل هذه القصة مرت عليك أو سمعتها أم أنها من وحيك وخيالك وكان يتحدث عن عنوان لإحدى القصص من كتابي “أزمة ضمير”.. قلت له ولماذا هذا السؤال…؟ رد وقال يا أستاذي الفاضل إن هذه القصة حدثت هنا عندنا قبل زمن بعيد وفي قرية من القرى البعيدة ولا أعتقد أن أحد سمع بها إطلاقًا، ولكن سبحان الله نفس سيناريو قصة “العشق القاتل”؛ وكأنك كنت حاضرًا معنا وشاهدت تفاصيلها.. ابتسمت فرحًا ومعجبًا بهذا المخلوق الذي فاجأني بهذا الخبر الغريب .. هل أفرح أم أحزن على حالي؟ رددت عليه بكل هدوء يا أخي الغالي.. إن جميع القصص التي أكتبها تكون من بنات أفكاري وخيالي وقريبة من الواقع .. وقد يحدث ذلك كثيرًا، ولكن لا بد وأن يكون هناك الكثير من الاختلاف .. الرجل إلا أنه مصمم أنها نفس القصة سردًا بسرد وبداية ونهاية واحدة.. تعجبت كثيرًا ثم أخذت أقلب بين مكتبتي وأخرج كتاب “أزمة ضمير” وأبحث فيه عن هذه القصة، وكنت خائفًا أن ذكرت فيها أسماء أو خلاف ذلك.. وأخذت أقرأ القصة وكأني أول مرة أمر عليها رغم أني حافظ القصة “حرف حرف وكلمة كلمة” كيف لا وأنا من دونها … وأنا أقرأ القصة أحسست بلذة القراءة؛ فأخذت أقرأ ثم أقف على مجموعة من المواقف .. الباكية والحزينة .. وعندما امتلأت عيني منها، شعرت بالحزن إلى أن أجهشت بالبكاء وجدانيًا على أحداثها المؤلمة، رغم أنها من وحي الخيال إلا أنني هنا وبعد محادثة صاحبنا.. أخذت أقرأها كقصة حقيقية أمامي…
فأبكي ساعة على الأب الذي رفض زواج ابنته من عشيقها أو أخوها الكبير الذي وفَّى بوصية والده على أن لا يوافق على زواجها .. أو على الفتاة التي لم تستسلم لأمر والدها فقتلته ثم قتلت أخاها الأكبر أيضًا عندما منعها من الزواج .. وكل هذا من أجل عشيقها … فقد ضحت بكل شيء من أجله ومن أجل أن تجعله سكنًا لها؛ حيث رأت فيه فارس أحلامها … وفي النهاية قام هذا العشيق متأثرًا ببعض سلوكها عندما أيقظ ضميرها وأحست بالندم والقهر الشديد … كيف هان لها أن تقتل والدها وأخاها من أجل رجل ليس له أي صلة بها سوى حب كان عابرًا وانتهى بعد الزواج .. مما جعله يتوجس منها خوفًا حتى تخلص منها وأودعها مستشفى الأمراض النفسية خوفًا منها أن تقتله هو أيضًا… وفي نهاية القصة ابنتها هي من كشفت أمرها عندما جاءت الأقدار لتكون ابنتها طبيبة نفسية، وكانت أمها ضمن الحالات التي تعالجها… وهنا كانت أول خيوط كشف جريمة القتل… وهنا تذكرت حادثة وقعت عندما كنت أكتب في صفحة المنطقة الحرة بصحيفة “المدينة”، وسردت قصة اجتماعية من وحي خيالي ويعلم الله أنها من بنات أفكاري.. إلا أنني تفاجأت بمدير التحرير يقول هناك امرأة اتصلت علينا في الجريدة متضجرة وتدعي أنك كتبت قصتها وشهرت بها .. وأعطيته رقمك … وبالفعل اتصلت المرأة باكية وتقول: اتقي الله لماذا كتبت قصتنا.. فجعلتها تفضفض ما في قلبها من حديث… إلى أن انتهت.. فقلت لها انتهيتِ قالت: نعم أجل .. فسألتها بالله الذي لا إله غيره هل القصة نفسها بالتفصيل..؟ قالت لا والله الكذب خيبة ولكن بعض منها.. عندها قلت حسبي الله ونعم الوكيل… اتقي الله أنتِ فينا واتصلي بمدير التحرير وتأسفي له واعترفي له فهو ينتظر منك .. التوضيح…

ولهذا السبب أصبحت أبتعد عن كتابة القصة أو الرواية ذات الطابع الخيالي القريب من الواقع، ويكفيني قصة “العشق القاتل”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى