“إسرائيل” من بين أربع دول في العالم لا تعترف بامتلاكها السلاح النووي، وهي: كوريا الشمالية وباكستان والهند؛ لذا فإن حيازتها للسلاح النووي غير قانوني دوليًا؛ فهي لم توقع على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية عام ١٩٦٨م، وبموجب ذلك هي غير خاضعة لسلطة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الرقابة والإشراف، والتحقق وكل ما يعرفه العالم عن البرنامج النووي الإسرائيلي هو ما سربه المهندس موردخاي فعنونو الذي كان يعمل في مفاعل ديمونة، وقد أصيب العالم بالصدمة عندما نشرت صحيفة صاندي تايمز البريطانية عام ١٩٨٦م المعلومات التي يمتلكها المهندس الإسرائيلي ذو الأصول اليهودية المغربية، وهي عبارة عن فيلمين احتفظ بهما بعد تركه العمل في مفاعل ديمونة، تحتوي على معلومات عن امتلاك إسرائيل للسلاح النووي، عمدت إسرائيل بعد ذلك على استدراجه إلى إيطاليا ومن ثم خطفه وجلبه إلى إسرائيل وحُكم عليه بالسجن، وبعد ذلك تكشفت المعلومات عن أن فرنسا هي من باعت مفاعل ديمونة النووي إلى إسرائيل، والتي قامت الأخيرة بإجراء تجارب نووية في صحراء النقب للفترة من عام ١٩٧٩ إلى عام ١٩٨٠ بمساعدة جنوب أفريقيا، وتُشير التقديرات أن إسرائيل تمتلك أكثر من ٩٠ رأسًا نوويًا.
بعد عملية طوفان الأقصى دعت عضو الكنيست تالي غوتلييف عن حزب الليكود المتطرف الذي يرأسه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى استخدام السلاح النووي ضد غزة من أجل سحقها وتسويتها بالأرض بلا رحمة، ولكن هل ممكن ذلك من الناحية العملياتية ومن ناحية حجم وطبيعة القوة التدميرية للسلاح النووي الجواب: غير ممكن؛ لأن ستكون إسرائيل أول المتضررين فمساحة غزه تبلغ ٣٦٥ كليو متر٢ بطول ٤١ كليومتر٢ وعرض من ٦ إلى١٢ كيلو متر٢ ووفق هذه المعطيات لا يمكن استخدام حتى السلاح النووي التكتيكي؛ لأن القنابل النووية التي ألقتها الولايات المتحدة الأمريكية على اليابان تزن القنبلة الواحدة ٢٠ طنًا، وإذا استخدمت إسرائيل هذا النوع من القنابل ستكون المدن الإسرائيلية متضررة بشكل كامل أو جزئي من هذه الضربة تستطيع إسرائيل استخدام السلاح النووي ضد غزة في حال امتلاكها قنابل نووية تزن من ١ إلى ١٠ أطنان، ولم يترشح إلى الآن أنها تمتلك هذا النوع كما أن إسرائيل لن تلجأ إلى استخدام السلاح النووي الآن إذا تعرضت إلى خطر وجودي، كما أن إسرائيل في كل حروبها مع الجيوش العربية لم تلجأ إلى مجرد التهديد باستخدام السلاح النووي العقيدة العسكرية الإسرائيلية تقوم على استراتيجية الردع، والمحافظة على التفوق العسكري النوعي من أجل التغلب على التفوق الكمي للجيوش العربية، وتقوم هذه الاستراتيجية الإسرائيلية على التفرد في امتلاك السلاح النووي في الشرق الأوسط ووفقًا لهذة الاستراتيجية قام الجيش الصهيوني بعملية أوبرا، وهي العملية التي تم من خلالها استهداف مفاعل تموز العراقي في ٧ يونيو عام ١٩٨١م