المقالات

صناعة الوعي في زمن التحديات والصراعات

أيها الأهل الأحباء في فلسطين:
اعلموا تمامًا أن الكلمات وحدها لا تستطيع التعبير عن مدى الألم الذي يعتصر قلوبكم، ولا نستطيع التعبير عن صمودكم وإرادتكم القوية في مواجهة الصعاب. ولكننا نُبدي لكم كلمات الدعم والتضامن، ونعطيكم الأمل بعبور هذه المحنة، واستعادة حقوقكم المشروعة.
الملايين حول العالم يقفون بجانبكم، ويشاركونكم آلامكم وأحلامكم. نحن نثق بالعدالة والحق، ونعلم أن الله مع الحق..
فأنتم تاريخ لا يُمحى بحرب أو مساومة أو تصادم أو صراع، ليست فلسطين مُجرد قضية عالقة منذ سنين، إنما هي قضية حق يجب أن يبصر النور.
نعلم أن الجدران قائمة والتحديات كبيرة. لكننا سنستمر في نصرة قضيتكم، ونرفض شتى أنواع الظلم والأذى الذي تتعرضون له كبارًا وصغارًا، نساءً وشيوخًا.
اصمدوا كما هو معروف عن صمودكم منذ أعوام وأعوام، (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا(الشرح: 5،6) اصمدوا لنصرة حقوقكم وحماية كرامتكم، ستظلون في قلوبنا ودعواتنا دائمًا.
نُؤكد لكم أنكم لستم وحدكم في هذا الصراع. سنُواصل العمل مع حكومات العالم والمنظمات الدولية لمساعدتكم في تحقيق حقوقكم المشروعة… لا تفقدوا الأمل.
فلطالما كانت فلسطين محط أحلام الملايين حول العالم، ومصدر إلهام وأمل لكل المظلومين والمضطهدين.
هي أرض ذات تاريخ عريق وثقافة غنية، هي مهد الأديان السماوية، تحتضن جدرانها الكثير من المواقع المقدسة التي تُشكل ركنًا هامًا في قلوب المؤمنين من جميع أنحاء العالم.
نحن نُدرك تحدياتكم وظروفكم الصعبة التي تواجهونها يومًا بعد يوم. الصراع الطويل والمستمر، والانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان، والمأساة الإنسانية التي تتعرضون لها. كل هذا يتسبب في آلام ومعاناة لا يمكن تصورها.
لقد أظهرتم تضحيةً كبيرةً في سبيل حقوقكم وكرامتكم. سنعمل بكل جهدنا لنشر قضيتكم في كل المحافل الدولية، ونبذل كل الوسائل الممكنة؛ لدعمكم ومساعدتكم في تحقيق حرية واستقلال وكرامة وطنكم الغالي.
لا تفقدوا الثقة ولا الأمل في يومٍ من الأيام. ستأتي الأيام الجميلة، وستنبت الحرية والعدل على هذه الأرض المباركة. سيأتي يومٌ لتحقيق السلام والتعايش السلمي بين جميع سكان الأرض.
اعلمي يا فلسطين أن قلوبنا وأفكارنا وصلواتنا معك، أطفالك هم أطفالنا، هم الضحايا الأبرياء للصراع الطويل الذي يُعانيه شعبكم. ظروفٌ قاسية في الصحة والتعليم والأمن والسلامة تمرون بها، تواجهون تحديات كبيرة يوميًا.
لذا، على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته تجاه حماية حقوق الطفل في فلسطين وتحقيق العدالة والسلام في المنطقة. يتطلب ذلك اتخاذ إجراءات فورية لإنهاء تلك الصراعات الدموية، وتوفير الدعم اللازم لتوفير الرعاية والتعليم الصحي للأطفال، وتوفير فرص لتطوير مهاراتهم وقدراتهم.
نحن نعلم أن قضية فلسطين قضية إنسانية عادلة، وأن المحبين لفلسطين يملكون القوة للمساهمة في تحقيق العدالة؛ لذا، دعونا نتحد في سبيل فلسطين، ولنجمع أصواتنا وجهودنا لدعم حقوق الشعب الفلسطيني؛ وللعمل من أجل إنهاء تلك الحروب وتحقيق السلام العادل في المنطقة.
إن فلسطين تستحق حياة كريمة لشعبها وحرية لوطنها كباقي الشعوب؛ لنكن صوتهم وندعمهم في رحلتهم نحو العدالة والحرية.

سعود عقل

محامي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى