قبل ما يزيد عن عامين وتحديداً في أكتوبر 2021م، أعلن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان.. ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.. عن تقدم الرياض بملفها لاستضافة معرض “إكسبو 2030” عبر خطاب الترشيح الرسمي إلى “المكتب الدولي للمعارض”، ومنذ ذلك التاريخ وهناك قصة ملهمة بطلها سمو ولي العهد –-حفظه الله- ومعه فريق مميز يختص بهذا الحدث العالمي الضخم في فئته، حتى تكلل الأمر بالنجاح وفازت الرياض يوم 28 نوفمبر بتنظيم “إكسبو 2030”.
ومن يتابع تصويت الجمعية العامة لـ “المكتب الدولي للمعارض” في باريس على الفائز بتنظيم هذا المعرض العالمي، يجد أن المملكة قد فازت باكتساح حيث حصلت على (119) صوتاً من أصل (182) صوتاً هي مجموع الدول الأعضاء بالمكتب، فيما حصل منافسا الرياض: مدينة بوسان الكورية الجنوبية، ومدينة روما الإيطالية على (29) صوتاً، و(17) صوتاً على الترتيب.
والحقيقة، لقد شعرت – وغيري من ابناء المملكة- بفخر شديد بعد الفوز بهذا التنظيم الذي يعكس بجلاء مكانة المملكة العربية السعودية الكبرى في العالم تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-.
وكم كانت بادرة جميلة من سمو ولي العهد إثر إعلان فوز الرياض بتقديمه خالص التهنئة لمقام خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله- على هذا الإنجاز الكبير، مشيراً سموه إلى أن “فوز المملكة باستضافة معرض إكسبو 2030 “يأتي ترسيخاً لدورها الريادي والمحوري والثقة الدولية التي تحظى بها”، مؤكداً – حفظه الله- على أن المملكة عازمة على “تقديم نسخة استثنائية وغير مسبوقة في تاريخ إقامة هذا المحفل العالمي بأعلى مراتب الابتكار”.
كما شدد سمو ولي العهد على أن “الرياض جاهزة لاحتضان العالم في إكسبو 2030، ووفائها بما تضمنه الملف من التزامات للدول المشاركة لتحقيق الموضوع الرئيس للمعرض ‘حقبة التغيير: معا نستشرف المستقبل‘، وموضوعاته الفرعية ‘غد أفضل، والعمل المناخي، والازدهار للجميع‘، وتسخير الإمكانات كافة”.
ولأن الفضل يجب أن يُنسب لأهله، لابد من الإشادة بدور سمو ولي العهد الرئيسي في تحقيق هذا الإنجاز، فلولا “رؤية المملكة 2030” التي ابدعها ووضع لبناتها سموه منذ عام 2016م، ما كان لهذا الإنجاز أن يتحقق، ويكفي تأكيد سموه – حفظه الله- المتتالي على تطلعه لأن تكون الرياض واحدة من أهم 10 مدن في العالم في عام 2030م، وهو ما تمت ترجمته على أرض الواقع خلال السنوات القليلة الماضية بعدة مشروعات كبرى بالعاصمة بإشراف مباشر من سمو ولي العهد، ومنها: مطار الملك سلمان الدولي، وحديقة الملك سلمان، ومشروع المكعب، ومشروع المربع الجديد، وغيرها.
ومما يثلج الصدر، ذلك الحماس الذي أبداه أبناء المملكة لتنظيم الرياض لـ “إكسبو 2030″، حيث أظهر استطلاع رأي حديث أُجري بتكليف من “الهيئة الملكية لمدينة الرياض” أن ما يزيد عن (90%) من مواطني الرياض كانوا على دراية بعرض المدينة لاستضافة المعرض العالمي، وأن (99%) منهم أيدوا هذه المبادرة.
وبنظرة سريعة للفوائد التي ستعود على بلادنا من تنظيم هذا المعرض العالمي، سنجد – بدايةً- أنه يمثل فرصة تاريخية عظيمة لعرض تاريخ الرياض الزاخر وحاضرها المتألق ومستقبلها المشرق أمام العالم، إضافةً إلى توقع استقبال نحو (40) مليون زائر خلال 6 أشهر هي عمر المعرض (أكتوبر 2030- مارس 2031م)، فضلاً خلق الآلاف من فرص العمل أمام الشباب السعودي وما يستتبعه من خلق خبرات وكفاءات محلية رفيعة المستوى، إضافةً إلى التوسع وتسريع وتيرة مشاريع البنية التحتية بالعاصمة، ناهيك عن تدفق الاستثمارات الأجنبية، وغيرها.
وأخيراً.. نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله-، وللشعب السعودي النبيل على تحقيق هذا الإنجاز العالمي الذي يصف بجوار غيره من الإنجازات الكبرى في ظل قيادة المملكة الرشيدة – أيدها الله-.
– عضو مجلس إدارة شركة مطوفي حجاج أفريقيا غير العربية