ماذا يعني فوز المملكة باستضافة معرض “إكسبو 2030” أكبر وأعرق وأقدم معرض على مستوى العالم؟
هذا المعرض الذي يُعتبر أحد أبرز الفعاليات العالمية ذات التأثيرات الثقافية والاقتصادية من خلال قدوم ملايين الزوّار من كافة أرجاء العالم على مدى ستة شهور، يكتسب أهمية استثنائية أولًا: كونه يتزامن مع بزوغ رؤية 2030 التي تضع المملكة على أعتاب مرحلة جديدة في تاريخها المجيد، وثانيًا: لأنه أكد على مكانة المملكة المرموقة في مجتمعها الدولي؛ فقد استحوذت السعودية على ثلثي أصوات منظمة المعارض متفوقة بذلك على الدولتين المتنافستين إيطاليا وكوريا الجنوبية، وثالثًا: لأنه إنجاز جيوسياسي جديد للمملكة يُعزز دورها المتنامي على الصعيدين الإقليمي والدولي باعتبارها لاعبًا أساسيًا ومهمًا في الساحة الدولية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، ورابعًا: لأنه جاء متزامنًا مع الوقت الذي تشهد فيه السعودية تطورات وقفزات كبيرة في برامجها، ومبادراتها الاقتصادية والبيئية والاجتماعية والعلوم والتقنية، والاستثمار والتجارة والمجالات الأخرى كافة؛ بالإضافة إلى استمرار تقدمها في منجزات «رؤيتها 2030»، وخامسًا: لأن المعرض من شأنه أن يُقدم استعراضًا لأحدث التطورات في العلوم والتكنولوجيا في بلادنا، وإبراز ثقافاتها وتراثها والتقدم الذي تحقق في القطاعات البيئية والاجتماعية والاقتصادية، وسادسًا: لأن المعرض من شأنه أن يُقدم للزوَّار صورة حضارية مُشرقة لمدينة الرياض التي أصبحت بفضل الله ثم بفضل ما بذله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز عندما كان أميرًا لها عبر خمسين عامًا من تطوير وتحديث إلى واحدة من أسرع المدن نموًا في العالم؛ حيث قفز عدد سكانها من 150 ألف شخص في عام 1950 لتصل إلى 8 ملايين نسمة حاليًا؛ مما أحدث قفزة في اقتصاد المدينة ليصبح ترتيبها 46 بناتج محلي يصل إلى 200 مليار دولار، وسادسًا: لأن المعرض سيجعل من الرياض وجهة سياحية عالمية استثنائية، وسابعًا: لأن المعرض يُشكل دفعة قوية نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ويمكن استشعار ما ينطوي عليه هذا الحدث من أهمية بالغة من خلال برقية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بقوله: “إن استضافة المملكة لإكسبو 2030 يأتي ترسيخًا لدورها الريادي والمحوري والثقة الدولية التي تحظى بها المملكة”، مؤكدًا على أن المملكة عازمة على تقديم “نسخة استثنائية وغير مسبوقة في تاريخ إقامة هذا المحفل العالمي بأعلى مراتب الابتكار”.
ولا بد لنا ونحن نتحدث عن هذا المنجز الجديد الذي تحققه قيادتنا الرشيدة أن نتمعن في رسالة ولي العهد الموجهة إلى المكتب الدولي للمعارض بأن “العالم يعيش اليوم حقبة تغيير ويواجه حاجة غير مسبوقة إلى تكاتف الإنسانية”، والتي كانت مصدر الإلهام لشعار المملكة لمعرض “إكسبو الدولي 2030” (حقبة التغيير: المضي بكوكبنا نحو استشراف المستقبل).
إكسبو الرياض 2030 الذي سيُقام في الفترة من 1 أكتوبر 2030 إلى 31 مارس 2031 سيكون حدثًا عالميًا بارزًا؛ حيث ستتوجه الأنظار إلى الرياض التي ستخصص 7.8 مليار دولار لدعم استضافتها للمعرض الذي من المتوقع أن يشهده 120 مليون زائر من شتى أنحاء العالم.
المملكة التي ظلت مبادراتها وجهودها تنصب على المساهمة في تحقيق ازدهار العالم تهدف من جعل معرض الرياض إكسبو 2030 أكثر معرض إكسبو استدامة وتأثيرًا على الإطلاق، يما يتماشى مع التزاماتها المناخية ويحقق حياد الكربون لتحقيق أثر إيجابي على البيئة في مدينة الرياض، وهو هدف ينعكس بشكل واضح في المخطط الرئيس للمعرض الذي يقدم تصورات ترتبط بالمعايير العالمية للاستدامة، مثل: تشجير المناطق الحضرية، واستخدام المياه المعالجة، وتوفير مصادر للطاقة الجديدة، إلى جانب مراعاة تصميم المخطط الرئيس للمعرض لتمكين إعادة استخدام الموقع بعد الانتهاء من فترة انعقاده؛ وذلك بهدف تطوير نموذج حضري مبتكر يضمن الاستدامة، ويعزّز من الابتكار والإبداع في المملكة.
يحقق هذا الإنجاز الجديد الذي يتوقع أن يشكل منصةً فريدةً تستعرض أبرز الابتكارات والتقنيات الحديثة وإسهاماتها في تذليل العقبات التي تواجه الكوكب في مختلف المجالات مقولة سمو ولي العهد: “السعودية أعظم قصة نجاح في القرن 21”.
إننا بهذه المناسبة التي نفخر بها جميعًا ونرفع لها أسمى آيات التهنئة والتبريكات لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ولسمو ولي عهده المحبوب الأمير محمد بن سلمان، ونهنئ أنفسنا أيضًا على نعمة القيادة الرشيدة ونعمة الأمن والسلام والرخاء التي ننعم بها في ظل دولة -أعزها الله- بالإسلام وبراية التوحيد.