المقالات

يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني

لقد كان هذا اليوم في توقيت مختلف جدًا لما يشهده الصراع من خروج غير مسبوق من جرائم اُنتهكت جميع القوانين الإنسانية، وأعلنت حربًا على النظام الدولي بالقول والفعل من حكومة متطرفة، استهدفت قتل الأطفال والنساء وتهجير السكان المدنيين، وتدمير دور العبادة من كنائس ومساجد وخدمات إنسانية من مستشفيات ومنازل وهيئات إغاثية تابعة للأمم في حرب إبادة جماعية، تستهدف سكان غزة؛ فقلما تحدث في المجتمع الإنساني إلا في حالة إطلاق يد الإجرام والتطرف على شعب أعزل يُقاوم من عقود طويلة بين المقاومة السلمية التي تُواجه القمع والاضطهاد والاعتقال، والقتل والتدمير وبين المقاومة المسلحة من قلة حين لم يجدوا من يحميهم من مستوطنين مسلحين احتلوا الأراضي الفلسطينية، ويمارسون الجرائم في حق الشعب الفلسطيني من حصار حتى أصبح الغذاء والدواء والماء والوقود ممنوعًا مع الاعتقال والأسر في السجون بدعم الجيش الإسرائيلي وسلطة الحكومة المتطرفة؛ فليست غزة فحسب بل طالت جميع الأراضي المحتلة من حكومات متعاقبة ترفض قرارات الأمم المتحدة مع دعم دول تُخالف النظام الدولي عبر الفيتو في مجلس الأمن، وغيره من دعم يخرج عن الدفاع المشروع للإنسان الذي كشف للعالم أن هذا النظام العالمي لا يُعبر عن حقيقة الأمن والسلام ولا حقوق الشعوب في تقرير المصير والاستقلال من الاستعمار الذي طال أمده منذ أكثر من نصف قرن حين تمَّ التقسيم في حدود ١٩٦٧م؛ فلقد استطاع المستعمر منذ فترة طويلة التلاعب بالعقول والقلوب، وكذلك المشاعر ولكن في هذه الفترة سقطت الأقنعة، وأصبحت مكشوفة للجميع بين عالم لم يعد يصدق هؤلاء الذين لا يمثلون إلا الإجرام والتطرف الذي يُحارب كل ضمير في هذا العالم حين صرخ العالم بعبارة “كفى كذبًا وافتراءً وتزويرًا للحقائق”؛ معلنة أن قضية فلسطين تحولت إلى عالمية؛ فهي لم تعد محلية أو إقليمية بل قضية ضمير عالم؛ فلقد حان للضمير أن يعود مرةً أخرى لإنقاذ الإنسانية من الإجرام النازي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى