“المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحّر”؛ يبذل قصارى جهوده منذ إنشائه بقرار من مجلس الوزراء الموقر بتاريخ 19 رجب 1440هـ، للإشراف على إدارة أراضي المراعي والغابات والمتنزهات الوطنية واستثمارها، والمحافظة على الموارد الوراثية النباتية، والغطاء النباتي خارج المناطق المحمية في المملكة بجميع بيئاته، ومكافحة التصحّر. كما يعمل جاهدًا؛ للإسهام في الارتقاء بمستوى المعيشة؛ من خلال تخفيض المناطق الملوثة بيئيًا وإعادة تأهيلها، كما يحرص على تطوير حماية البيئة من الأخطار الطبيعية، وتعزيز الوقاية من الحشرات والآفات المُضرّة بالغطاء النباتي، وتنمية القدرات الوطنية لتحقيق الحماية، وتنمية موارد المملكة الحيوية، وضمان الاستفادة المُستدامة منها، وذلك ضمن منظومة تضم العديد من القطاعات والجهات والأجهزة – الحكومية والخاصّة والتطوعية –، التي تعمل لتنفيذ الأهداف الاستراتيجية للمملكة التي تُجسدها رؤية 2030، وبما ينسجم مع أهدافها وتوجهاتها، نحو تعزيز التنمية المُستدامة بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، هذه “الرؤية” الطموحة، التي تسعى إلى تحقيق استدامة بيئية مُتقدِّمة في السلامة البيئية، من أجل إنشاء مجتمع حيوي، ينعم أفراده بنمط حياة صحي؛ حيثُ نصّت على: “يُعدُّ حفاظنا على بيئتنا ومقدراتنا الطبيعية؛ من واجبنا دينيًّا وأخلاقيًّا وإنسانيًا، ومن مسؤولياتنا تجاه الأجيال القادمة، ومن المقومات الأساسية لجودة حياتنا”، ومن مُستهدفات “الرؤية” كذلك؛ التأسيس لمشروع مُتكامل لإعادة تدوير النفايات، والعمل على الحد من التلوث بمختلف أنواعه، والاستثمار الأمثل للثروات المائية؛ وحماية الشواطئ والمحميّات والجزر وتهيئتها، ومقاومة ظاهرة التصحّر.
“المركز”، يُعتبر مرجعية رئيسة تقود مبادرات وجهود القطاعين الحكومي والخاص في مجال التشجير، عبر توفير المعرفة والخبرات المُعمقة، وأفضل المُمارسات العلمية والتقنية المُتبعة في تنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحّر، وانطلاقًا من أدواره الريادية، فللمركز سبع مبادرات يعمل على تنفيذها، على رأسها مبادرة إعداد دراسات مبادرة لزراعة 10 مليارات شجرة، التي أطلقها سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، رئيس اللجنة العليا للسعودية الخضراء – حفظه الله -، والتي تندرج ضمن التزامات المملكة الوطنية والدولية بالتصدي لكافة التحديات البيئية المُتعلقة بالمناخ، وتحسين جودة حياة المواطنين؛ من خلال الفوائد الاقتصادية والاجتماعية التي سيتم تحقيقها على المدى الطويل من خلال جهود التشجير، وحماية البيئة للأجيال القادمة في المملكة بتعزيز الغطاء النباتي في المملكة، ومن هذه المبادرات أيضًا مبادرات: (الإدارة والتنمية المُستدامة للغابات، والحفاظ على الغطاء النباتي واستعادته في المراعي، وتنمية وتطوير الغطاء النباتي والحياة البرية في 50 منتزهًا وطنيًّا؛ عبر زراعة 10 ملايين شجرة، وزراعة 7 ملايين شجرة بالمحميات الملكية، وإشراك القطاعين العام والخاص في تنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحّر؛ بزراعة 58 مليون شجرة في الجهات التابعة لهم).
ضمن الجهود الكبيرة والمُقدّرة للمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحّر أطلق “المركز” مبادرة “لنجعلها خضراء”، في شهر يناير المنصرم، وهي حملة تنسجم مع مهامه، وتُعنى بالتشجير البيئي خلال مواسم الزراعة؛ بهدف زيادة الرقعة الخضراء، ومُكافحة التصحّر، وتأهيل مواقع الغطاء النباتي المتدهورة، والتوعية والحد من المُمارسات السلبية تجاه الغطاء النباتي، وتحسين جودة الحياة، وذلك لترسيخ أدوار “المركز” في العمل على تنمية مواقع الغطاء النباتي وحمايتها والمحافظة عليها، وتأهيل المتدهور منها، واستعادة التنوّع الأحيائي في البيئات الطبيعية؛ إضافة إلى الإشراف على أراضي المراعي، والغابات والمتنزهات الوطنية واستثمارها؛ وذلك للوصول إلى رؤية “المركز” في خلق غطاء نباتي مزدهر ومتنوّع، يُعزِّز الاستدامة البيئية، ويُسهم في جودة الحياة؛ وبهدف زيادة الوعي المجتمعي بأهمية زراعة أشجار “المانجروف” في مختلف سواحل المنطقة الشرقية، إضافة إلى تأكيد أدوار غابات المانجروف في إدارة التغير المناخي؛ من خلال قدرتها على تخزين الكربون بطريقة أكثر كفاءة، مُقارنة بأنظمة بيئية أخرى، أطلق “المركز” بمحافظة القطيف، مبادرة “جمع البذور، وزراعة أشجار المانجروف في سواحل جزيرة تاروت”، بحضور ومُشاركة أكثر من 250 متطوعًا، واستمرت لمدّة ٣٢ يومًا في مرحلتها الأولى.
وضمن أعمال “صندوق البيئة”، أُنيط بالمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، مهمات تطوير المتنزهات الوطنية وإدارتها، وتنمية وإعادة تأهيل الغطاء النباتي في الغابات والمراعي، وحماية الأنواع النباتية المحلية والمُهددة وإكثارها، ومكافحة التصحّر؛ إضافة إلى إجراء الدراسات؛ ودعم الأبحاث المُرتبطة بالغطاء النباتي.
وانطلاقًا من إيمان المسؤولين في “المركز” بأهمية النقد الهادف، والحوار البنَّاء، ودوره في إثراء التجارب، وتعزيز التوجُّه الصحيح نحو صُنع القرار؛ يحرص “المركز”، على استخدام أحدث وسائل التقنية؛ لإتاحة فرص المُشاركة عبر قنوات التواصل الاجتماعي للجميع، وتمكينهم من المُشاركة بأفكارهم ومُقترحاتهم وتجاربهم، وإبداء آرائهم.
* المُلحق الثقافي بسفارة خادم الحرمين الشريفين لدى تركيا ودول الإشراف