المقالات

سياسة الوصول المفتوح إلى البنية التحتية البحثية المموّلة من الحكومة في المملكة العربية السعودية: الحاجة والفوائد

مقدمة:
تعتبر البنية التحتية البحثية القوية والمتطورة أحد العوامل الأساسية لتعزيز التطور العلمي والتكنولوجي في أي دولة، وفي المملكة العربية السعودية، تولي الحكومة اهتمامًا كبيرًا لتعزيز البحث العلمي والتطوير التكنولوجي من خلال تمويل البنية التحتية البحثية في مختلف المجالات، ومن بين التطورات الأخيرة في هذا الصدد، تمت موافقة مجلس الوزراء الموقـر فى جلسته المنعقدة بتاريخ 5 سبتمبر 2023م برئاسة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه- على سياسة الوصول المفتوح إلى البنية التحتية البحثية المموَّلة من الحكومة، والتي تهدف إلى تعزيز الشفافية والوصول العادل للمجتمع البحثي إلى الأجهزة والتجهيزات والموارد الممولة من الحكومة، ومن خلال الوصول المفتوح سيتمكن الباحثون والطلاب والمهتمون الآخرون من الاستفادة من البنية التحتية البحثية بالجامعات والمراكز البحثية المختلفة؛ مما يسهل التعاون والتبادل العلمي بين الجامعات والمؤسسات البحثية المختلفة.

أهمية سياسة الوصول المفتوح وفوائدها:
تُعتبر سياسة الوصول المفتوح إلى البنية التحتية البحثية الممولة من الحكومة في المملكة العربية السعودية خطوة هامة نحو تعزيز الشفافية والمشاركة المجتمعية في البحث العلمي. تهدف هذه السياسة إلى تسهيل وصول العلماء والباحثين والطلاب إلى الأجهزة المخبرية المتخصصة التي تمولها الحكومة. عن طريق تعزيز الوصول المفتوح.
سياسة الوصول المفتوح إلى البنية التحتية البحثية الممولة من الحكومة في المملكة العربية السعودية ستوفـر العديد من الفوائد المرجوة، وتُشكل خطوةً هامةً في تعزيز التقدم العلمي والبحثي، وفيما يلي بعض الفوائد الرئيسية لهذه السياسة:
1- تعزيز التعاون العلمي: سياسة الوصول المفتوح تسهم في تعزيز التعاون والتبادل العلمي بين الباحثين والمؤسسات العلمية في المملكة العربية السعودية وحول العالم. من خلال جعل البنية التحتية البحثية مُتاحة للجميع، يمكن للباحثين من مختلف المجالات الوصول إلى المعدات والأدوات التي تمولها الحكومة، وبالتالي تعزيز فرص التعاون والتبادل المثمر والابتكار المشترك.
2- زيادة الشفافية والثقة: سياسة الوصول المفتوح تعمل على زيادة مستوى الشفافية والثقة في البحث العلمي الممول من الحكومة. عندما يُتاح الوصول المفتوح للجميع إلى البنية التحتية البحثية والموارد الممولة من الحكومة، يتم تعزيز الشفافية في استخدام الموارد المالية العامة وتعزيز الثقة في سير العمل البحثي ونتائجه.
3- تعزيز الابتكار والتقدم العلمي: من خلال توفير الوصول المفتوح إلى البنية التحتية البحثية، يُتاح للباحثين المتميزين والمواهب الواعدة فرصة استخدام المصادر والأدوات الحديثة والتكنولوجيا المتقدمة، وهذا يساهم في تعزيز الابتكار وتطوير التقنيات الجديدة وتحقيق التقدم العلمي في مختلف المجالات، بما في ذلك العلوم الأساسية والتطبيقية.
4- تعزيز الاستدامة والتوسع العلمي: سياسة الوصول المفتوح تُعزز استدامة البحث العلمي والتوسع في المعرفة العلمية في المملكة العربية السعودية. من خلال تمكين الباحثين من الوصول إلى البنية التحتية البحثية الممولة من الحكومة، سيُساعد على تعزيز نشر البحوث والمعرفة، وإشراك مجتمع البحث العلمي بشكل أوسع، وهذا يسهم في النمو المستدام للبحث العلمي وتطوير قاعدة المعرفة العلمية، ويعزز قدرة المملكة على المنافسة في المجال العلمي والتكنولوجي.
5- تعزيز التعليم والتدريب: سياسة الوصول المفتوح ستسهم في تعزيز جودة التعليم والتدريب في المملكة العربية السعودية. عندما يكون الوصول إلى البنية التحتية البحثية مفتوحًا، يمكن للطلاب والباحثين والعلماء الاستفادة من المعرفة والأدوات الحديثة في إعداد المناهج التعليمية وتطوير المهارات العلمية والتقنية لدى الطلاب والباحثين الناشئين.
6- تعزيز التطبيقات العملية والتأثير الاقتصادي: سياسة الوصول المفتوح تُعزز استخدام البنية التحتية البحثية في تطبيقات عملية وتحقيق التأثير الاقتصادي. عندما يكون الوصول إلى المعرفة والأدوات البحثية متاحًا، يمكن للشركات والصناعات المحلية الاستفادة منها في تطوير منتجات جديدة وتحسين العمليات الصناعية، مما يُساهم في تعزيز الابتكار والتنافسية، وتحقيق التنمية الاقتصادية.
ختامًا، تعد سياسة الوصول المفتوح إلى البنية التحتية البحثية الممولة من الحكومة في المملكة العربية السعودية خطوة هامة نحو تعزيز الشفافية والتعاون العلمي، وتسهم في تعزيز الابتكار والتقدم العلمي، وتعزز الاستدامة والتوسع العلمي، وتعزز التعليم والتدريب، وتدعم التطبيقات العملية والتأثير الاقتصادي. فهذه الفوائد تدعم رؤية المملكة العربية السعودية 2030 بقيادة حكيمة ورؤية ثاقبة من مهندس الرؤية وعرابها سمو سيدي ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه- لتعـزيز البحث العلمي والتطور التكنولوجي وتحقيق التنمية المستدامة.

– جامعة المؤسس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى