لازالت ظاهرة الازدحام المروري في مُعظم شوارع وأحياء مدينة جدة حديث المجالس؛ فقد أصبح الكثير من سكان جدة والزائرين لها، يشكون وبشكل يومي من زحام الشوارع الرئيسية والفرعية، وبات الجميع يُطالبون بضرورة دراسة هذه الظاهرة، وإيجاد الحلول الجذرية لها، وليست الحلول الشكلية لا سيما وأن المحافظة مُقبلة على عدد كبير من المشاريع التنموية والسياحية الضخمة التي تُواكب رؤية ٢٠٣٠، وأقرب مثال على ذلك ما ستشهده مدينة جدة خلال الأسابيع القادمة من إقبال جماهيري غفير من أجل مشاهدة مباريات كأس العالم للأندية والتي ستؤدي حتماً إلى زيادة احتياج الزوار والسواح والعاملين للتنقل عبر طرقات جدة بكل أريحية دون أن يرتفع لديهم الضغط والسكر؛ نتيجة ما يُعانونه من ازدحام وبطء في حركة السيارات التي حوَّلت شوارع جدة إلى حلبة مصارعة؛ خاصة في أوقات الذروة، وتحديدًا طريق الحرمين؛ الذي يُعد الشريان الأهم لسكان جدة والممتد من الجنوب إلى أقصى الشمال، والذي يشهد على مدار اليوم حالة من الاختناقات المرورية الشديدة وزحامًا قياسيًا غير مسبوق، وبات يُنافس أكثر الطرقات في العالم من حيث الكثافة المرورية !
وإذا ما أخذنا طريق الحرمين كدليل قاطع وشاهد حي على ما تشهده مدينة جدة من اختناقات مرورية؛ فإننا وبلا شك سندرك أننا أمام معضلة كبيرة تواجه كل من يرتاد هذا الطريق الحيوي الذي يشهد شللًا دائمًا في السير ليلًا ونهارًا الأمر الذي يجعل كل المارين بسياراتهم عبره يصابون بالقلق الشديد والتعب المضني، فالسيارات متكدسة ولا تكاد تتحرك إلا بصعوبة شديدة، وأصوات الأبواق عالية، مما يتسبب في ارتفاع نسبة الأدرينالين لدى السائقين، وترى ذلك واضحًا وجليًا على تعابير وجوههم وحركات أياديهم عبر نوافذ سيارتهم.
ومما يزيد الحالة تعقيدًا وسوءًا تعطل المركبات والحوادث المرورية حتى وإن كانت بسيطة، وكذلك تواجد لأعداد كثيرة من الشاحنات الكبيرة التي تجوب طريق الحرمين شمالًا وجنوبًا، وعدم وجود بدائل للمركبات الصغيرة التي بات عددها ينافس عدد سكان جدة ومرتاديها، فضلًا على أن جغرافية السكان قد تحوَّلت من جنوب ووسط جدة إلى شمالها وشرقها لتشهد الطرق زحامًا لا يتوقف.
وختام القول.. فإن كل خطوط جدة السريعة منها أو الفرعية أصبحت تئن تحت وطأة الزحام، ولعل المخرج الوحيد من هذه الأزمة هو الإسراع في تنفيذ مشاريع النقل العام، وبشكل مكثف وأن تكون بأسعار زهيدة ومغرية بعد تشغيلها، وتصميم مسارات خاصة لها؛ لتكون فعالة في نقل الركاب في زمن قصير مما يرغب الناس في استخدامها، وكذلك إنشاء طريق آخر سريع موازٍ لطريق الحرمين أو توسيع مسارات الطريق الحالي حتى تستوعب كثافة المارة بسياراتهم. وأيضًا يجب سرعة معالجة الحوادث حين وقوعها حتى لا تؤدي إلى تكدس وتلبك مروري يمتد إلى مئات الأمتار، وإعادة النظر في خطط جميع مداخل ومخارج جدة.
وخزة قلم:
طريق الحرمين يحتاج لعلاج سريع وطويل الأجل؛ فلا إغلاق مسار بدورية أمنية أو بصبات خرسانية يحل القضية.