كيف يصبح للتفكير قيمة..؟ وكيف يصبح التفكير عادة في حياتنا اليومية..؟
تسعى الأسرة بغرس القيم الإسلامية عند أبنائها منذ الصغر كقيمة “الصدق، والأمانة، والتواضع … وغيرها”، ولكن نُلاحظ قلة من الأسر التي تغرس في أبنائها قيمة التفكير، ونلاحظ أيضًا هناك أشخاص منهم من وصل إلى شهادات كبيرة، ولكن تفكيرهم بسيط في جميع أمور حياتهم..! لماذا ..؟
لأنهم لم يتعلموا التفكير بشكل صحيح، ولم يتعلموا التفكير في وقت مبكر من حياتهم، ولم يتعلموا حل مشكلاتهم بأنفسهم، ولم يجعلوا التفكير جزءًا من حياتهم؛ لأنهم أيضًا لم يعلموا أن تعلم التفكير في وقت مبكر من حياتهم سوف يصبح للتفكير جزء عظيم في حياتهم.
ذكرت في مقال سابق أن العلماء صنفوا التفكير إلى مستويين على ضوء “هرم بلوم”:
المستوى الأول التفكير الأساسي، ويُسمى أيضًا بالتقليدي، وهو النشاطات العقلية غير المُعقدة التي تتطلب ممارسة مهارات التفكير الأساسية بمستوياتها الثلاثة الدنيا “المعرفة، والاستيعاب، والتطبيق”.
وهذا المستوى من التفكير نُلاحظ أن جميع الأفراد يتقنونه، وعليها يبني التفكير المركب .
المستوى الثاني: يطلق عليه التفكير المركب، وهو النشاطات العقلية الأكثر تعقيدًا التي تتطلب ممارسة مهارات التفكير العُليا بمستوياتها الثلاثة “التحليل، والتركيب، والتقويم”.
ذكر العالم “ديفيد شوارتز” في كتابه سحر التفكير “أن من الناس من يكون تفكيرهم معتمدًا على المستويات العالية للتفكير، ونجد استطاعتهم على التغلب على أكبر التحديات وأصعب ظروف الحياة، ومنهم من يكون تفكيرهم بسيطًا أو تقليديًا؛ وبذلك لا يستطيعون التغلب على ظروف الحياة، وحدد العالم أبرز الظروف التي تمنع الأشخاص من ممارسة التفكير في جميع ظروف الحياة وهي:
١- الخوف من خوض أي تجربة أو حتى حل أي مشكلة.
٢- التحجج بالظروف الزمانية والمكانية.
٣- تأثير البيئة والناس المحيطة بالشخص، هل هم من أصحاب الفكر البسيط أم المركب؟!
٤- التركيز على صغائر الأمور”التوافه” تجعل الشخص تفكيره بسيطًا، والانشغال بها تبعده عن التركيز على أهداف كبيرة يستخدم فيها التفكير المركب.”
وذكر الباحث في التفكير الدكتور صلاح معمار سمات جليلة، نستطيع من خلالها رفع مستوى تفكيرنا من التقليدي إلى التفكير المركب، ووصفه بالتفكير العميق، ومن أبرز هذه السمات :
١- الأهداف: يجب لكل شخص أن يحدد أهدافه؛ وبالأخص أن يكون عنده هدف كبير وعظيم يسعى لتحقيقه؛ لأن الأهداف الصغيرة لا يمكن أن تنقل الشخص نقلة نوعية كبيرة.
٢-الحوافز: لا بد أن تكون لديه حوافز كبيرة، وفي وصفه حوافز كبيرة تنقل تفكيرك إلى أعلى مستوياته.
٣- المغامرات: ويقصد خوض المغامرات الكبيرة، ووصفه أنها كبيرة لأن المغامرات الصغيرة لا تستطيع نقلك إلى محطات أكبر وأبعد وأعمق.
٤- الالتزام: ويقصد به الالتزام الكبير والمنتظم؛ لأن الالتزام المتقطع لا يمكنك من الوصول إلى هدفك.
٥- الانضمام إلى فريق كبير ومميز؛ ويقصد هنا بالكبير ليس في العدد، بل يقصد الكبير في تنوع خبراته.