في جو مليء بالأخوة والمودة، يتجدد لقاء أصحاب الجلالة والسمو قادة دول الخليج العربي الرابع والأربعين في دولة قطر الشقيقة؛ لتعزيز العمل الخليجي المشترك .
ونحن كشعب خليجي واحد تجمعنا أواصر الدين والدم والنسب، نترقب ونتطلع إلى ثمار هذا اللقاء الأخوي من قرارات صائبة تصبُّ في مصلحة شعب الخليج العربي والأمة العربية والإسلامية، فمازلنا كخليجيين نتطلع ونترقب بشوق للوصول إلى مرحلة الاتحاد والإسراع في تحقيق الوحدة الاقتصادية بين دول مجلس التعاون، ومشروع سكك الحديد لربط كافة دول المجلس، واستكمال متطلبات التوحيد الجمركي، والسوق الخليجي المشترك، وكما تحققت اليوم وأخيرًا التأشيرة الموحدة التي تسمح للحاصلين على التأشيرة في أي بلد خليجي بحرية التنقل بين كافة الدول الست؛ فإننا نطمح في سرعة خروج العملة الخليجية الموحدة لحيز التنفيذ، وكذلك إلغاء نقاط الحدود بين دول الخليج، وإلى توحيد الاتصالات وشبكات الإنترنت الخليجي، والإسراع في إنجاز وتكملة الطرق البرية، ونظام النقل البري الموحد وسكك الحديد لقطار الخليج المنتظر منا بفارق الصبر، ولا سيما بعد صدور توجيهات الجهات المعنية في قطر والبحرين لاستكمال الخطط، والبدء في تنفيذ مشروع جسر المحبة بين البلدين، فما أجمل مثل هذه المشاريع التي ملئت البيوت الخليجية فرحًا وسرورًا؛ فلم تقتصر الفرحة على الشعب البحريني والقطري، وإنما جميع شعوب الخليج لما لهذا المشروع الاستراتيجي الهام والضخم، والذي يُتوقع أن ينعكس بشكل إيجابي على تقوية الروابط الأخوية والتاريخية بين شعوب البلدين، ويعتبر شريانًا جديدًا للتنمية والمردود الاقتصادي، وخطًا بريًا لنقل الناس وشحن البضائع .
وكذلك نتطلع إلى مشاريع الطاقة المتجددة والأمن الغذائي، وتحقيق المزيد من التنسيق والتكامل والترابط في جميع الميادين.
كما نطمح إلى تأسيس استراتيجية إعلامية ثقافية خلَّاقة من أجل إعلام خليجي موحد، وتطوير التعليم بين دول الخليج للقضاء على الإرهاب، وبالذات الإرهاب الفكري .
وتعزيز التكامل السياحي، والمحافظة على القيم والعادات والتقاليد الخليجية، والمحافظة على التراث العمراني في دول مجلس التعاون.
وتعزيز دور المجلس في تحقيق الأمن والسلم الإقليمي والدولي، ونبذ ورفض الإرهاب والتطرف بكافة أشكاله وصوره، والعمل على تجفيف مصادر تمويله، وأكد قادة المجلس على أن التسامح والتعايش بين الأمم والشعوب من أهم المبادئ والقيم التي بُنيت عليها مجتمعات دول المجلس، وتعاملها مع الشعوب الأخرى.
كما تطمح الشعوب الخليجية في ظل التوترات القائمة في المنطقة، وزيادة حدة الصراع بين فلسطين وإسرائيل إلى الإسراع في وقف هذه الحرب المدمرة في قطاع غزة، وتوفير الحماية للمواطنين الفلسطينيين، وتحقيق الاستقرار والأمن الدولي والسلام الشامل .
ونأمل أن تسهم مخرجات هذه القمة في تحقيق الخير والازدهار للخليج والشعوب الخليجية والإسهام في خدمة قضايا الأمة العربية والإسلامية، والحرص على قوة وتماسك الخليج العربي ووحدة الصف؛ لمواجهة أي تهديد تتعرض له أي دولة من دول المجلس.
ختامًا.. فإنني أحلم باليوم الذي أتناول فيه إفطاري، بالبحرين، ثم أتناول قهوة الضحى، في السعودية وأتناول الغداء في قطر، ثم أعرج على دولة الإمارات ومن ثم أتناول عشائي في مسقط، عائدةً أدراجي لقرة العين البحرين مرورًا بالكويت الحبيبة، كل ذلك بعملة موحدة دون أن أضطر لتغيير 6 عملات متنوعة في خليجنا الواحد المتكامل بتوفيق الله.
0