المقالات

ظاهرة حفتر وحميدتي ومآلاتها الخطيرة

منذ أسقط الغرب نظام الشاة والإتيان بالخميني محفولًا مكفولًا على طائرة فرنسية إلى مطار طهران، والعالم العربي يقع تحت حمّارة المكايد الأمريكية القاسية، ابتداءً باختراق جماعات ومخيمات المجاهدين الذين تقاطر عليها العملاء من كل حدب وصوب، واكتسبوا خبرة في دراسة عقلية (بن لادن) الذي حفّ به زعماء الجماعة المصرية من الأطباء والمهندسين، والذين دفعوه إلى تدشين حركة التفجير الإرهابي في العواصم العربية والأوروبية والأفريقية، والتي كللت بحادثة ١١ سبتمبر المخترقة بشهادات مفكرين أمريكيين وغربيين؛ حيث دشنت أمريكا على إثرها غزو واحتلال بلدين هما: (أفغانستان والعراق)، وجففت منابع الدعوة السنية وصادرت أرصدتها وأغلقت جمعياتها في الأنحاء، وألقت تهم الإرهاب على زعمائها، وتركت الحبل على الغارب للدعوة الإيرانية تتوسع في كل أنحاء العالم دون رقيب ولا حسيب، وانخرط العرب في محاربة ما يُسمى (بالإرهاب) الذي تبين فيما بعد بما لا يدع مجالًا للشك أنه أكذوبة وأنه صناعة استخباراتية أمريكية وغربية وإيرانية وسورية وأطراف عربية منهم الرئيس اليمني علي عبدالله ودولة خليجية معروفة، وبإسقاط نظام صدام حسين، ظهر على الواقع جليًا التحالف الأمريكي الإيراني، والذي حصد أربع دول عربية هي: العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن؛ ونظرًا لانكشاف أحبولة حركة الإرهاب المتكلفة، والتي أصبحت مملة إلى حد كبير، بدا على السطح ظاهرة جديدة لم تتفطن لها أغلب أجهزة الأمن والاستخبارات العربية لا بل والمحللون السياسيون العرب حتى الآن وهي : (ظاهرة حفتر وحميدتي)، والتي حصدت حتى الآن بلدين عربيين هما (السودان وليبيا)، والذي تولى كِبره فيها بلد خليجي ثري، يتلقى الدعم غير المحدود من أدوات الدولة العميقة في الولايات المتحدة دون أن تخسر أمريكا دولارًا واحدًا مقابل حماية عبث تلك الدولة الخليجية وفسادها وتخريبها، والجديد في هذه الظاهرة الخطيرة، أنها تُصنع من داخل الأنظمة العربية وليس من خارجها وهنا مكمن الخطر الماحق، وأحسب أن مصر الشقيقة المرشحة الثالثة بعد جندلة ليبيا والسودان في براثن (ظاهرة حفتر وحميدتي)، والتي ستظهر مجددًا بصور منقحة وفق ظروف كل دولة على حدة، وعلى الأخوة الأشقاء في مصر التي يكن لهم ولمصر كل عربي حر شريف التقدير والاحترام، وذلك بضرورة التدخل السريع والعاجل لمصلحة حكومة البرهان قبل فوات الأوان، وفرض مصالحة وطنية سودانية بين جميع الفرقاء السودانيين، وأن لا تخضع مصر الشقيقة لابتزاز ومساومة المساعدات الأمريكية والدولة الخليجية مهما قدمتا لمصر من مساعدات، فإنها لا تساوي ذرة أم اختراق نواة أمن مصر الصلبة وانفراط عقد أمنها، وما أقوله ليس بالأغاليط أو بالمبالغات أو التهويل، وإن جهله أو تجاهلته النخب المثقفة في مصر والمنطقة العربية .
والتعاون بين (حفتر وحميدتي) قائم على قدم وساق برعاية وتوجيه الدولة الخليجية، فمتى ينتظر الأخوة في مصر وقد اشتعلت النار داخل الخرطوم مع سيطرة قوات حميدتي على دارفور ؟؟؟!!!!

أ.د. غازي غزاي العارضي

استاذ الدعوة والثقافة بجامعة الاسلامية وجامعة طيبة سابقا

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. قد أتفق معك أو لا أتفق في مجمل ماذكرت ، ولكن الذي يبدو لي فيما يتعلق بالسودان أن البرهان هو المسؤول الأول والسبب المباشر لانقلاب حميدتي عليه ، وذلك بسبب مماطلة البرهان في تسليم السلطة للشعب السوداني ، وعندما أدرك شريكه حميدتي هدف ومغزى البرهان استخدم معه عبارة ( لكم عشرون ولنا عشرون ) بهدف تقاسم السلطة في السودان طالما ستبقى عسكرية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى