دكة الصحافة
يعكس تصوير الصحافة الدولية ووسائل الإعلام الغربية للصراعات في فلسطين وأوكرانيا معيارًا مزدوجًا صارخًا، يتسم بالتأطير الإعلامي الانتقائي والتغطية الصحفية المتحيزة والمعاملة التفضيلية لطرف مقابل آخر، مما يحتم الحاجة إلى منهج أكثر توازنًا وإنصافًا في التغطية الإعلامية للصراعات العالمية.
إن تغطية الصحافة الدولية ووسائل الإعلام الغربية للصراعات الدولية يجب أن تخضع للنقد والتدقيق بسبب معاييرها المزدوجة الواضحة، ومن ذلك المعالجة الصحفية المتباينة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي والأزمة في أوكرانيا. فنجد غالبًا ما تُظهر تغطية وسائل الإعلام الغربية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي ميلًا إلى تأطير الأخبار من خلال عدسة تركز في الغالب على دولة إسرائيل، مع التركيز على وجهات النظر الإسرائيلية والمخاوف الأمنية مع التقليل من أهمية الأسباب الجذرية للمظالم الفلسطينية وتأثير الاحتلال والتهجير أو إغفالها. في المقابل، غالبًا ما يتم تصوير الأزمة في أوكرانيا بمنهج أكثر توازنًا، يسلط الضوء على تعقيدات الصراع ويقدم رؤى دقيقة حول تطلعات وتظلمات مختلف أصحاب المصلحة. ويؤكد هذا التأطير الإعلامي الانتقائي تعامل وسائل الإعلام التفاضلي مع الصراعات على أساس الاعتبارات الجيوسياسية، مما يؤدي إلى إدامة عدم التوازن في تصوير المعاناة الإنسانية وانتهاكات الحقوق.
وتبرز الأبعاد الأخلاقية للتغطية الإعلامية بشكل خاص في سياق الصراعات مثل تلك الموجودة في فلسطين وأوكرانيا؛ حيث نجد أن تصوير وسائل الإعلام الغربية للنضال الفلسطيني كثيرًا ما يتجاهل الأبعاد الإنسانية للصراع، بما في ذلك محنة اللاجئين الفلسطينيين، وتأثير المستوطنات ومصادرة الأراضي، والانتهاكات المنهجية للقانون الدولي. وفي المقابل، غالبًا ما يتم تصوير الأزمة في أوكرانيا من خلال عدسة إنسانية، مع التركيز على التكلفة الإنسانية للصراع، والنزوح، وضرورات القانون الدولي وحقوق الإنسان. يعكس هذا التفاوت في الخطاب الإنساني اختلافًا مقلقًا في المسؤوليات الأخلاقية لوسائل الإعلام ودورها في تشكيل التصورات العامة والمناقشات السياسية.
ويمكن أن تُعزى المعالجة الصحفية التفاضلية للصراعات في فلسطين وأوكرانيا من قبل وسائل الإعلام الغربية، جزئيًا، إلى الاعتبارات الجيوسياسية وديناميكيات السلطة السياسية والاقتصادية العالمية، وقد ساهم التحالف الوثيق بين القوى الغربية وإسرائيل في خلق سرد يعطي الأفضلية في كثير من الأحيان لوجهات النظر الإسرائيلية والمخاوف الأمنية، في حين تقع الأزمة في أوكرانيا ضمن سياق جيوسياسي أوسع يسمح بتصوير أكثر تعددية في الأوجه والتوازن السياسي، ويؤكد هذا التباين تأثير التحالفات الجيوسياسية وديناميكيات القوة على التغطيات الصحفية والإعلامية.
وتكشف تغطية الصحافة الدولية ووسائل الإعلام الغربية للصراعات في فلسطين وأوكرانيا عن معايير مزدوجة مزعجة، تتسم بالتأطير الإعلامي الانتقائي، والتغطية الصحفية المتحيزة، والمعاملة التفضيلية، ويؤكد هذا التباين في التمثيل الإعلامي الحاجة إلى منهج أكثر توازنًا وأكثر أخلاقية وإنصافًا في نقل الصراعات الدولية، لذا نحتاج إلى منهج يعطي الأولوية للأبعاد الإنسانية، والاعتبارات الأخلاقية، ووجهات النظر المتنوعة في الأزمات الجيوسياسية المعقدة، ومن خلال الفحص النقدي لتصوير وسائل الإعلام المختلفة لهذه الصراعات الدولية، يمكننا تعزيز خطاب عالمي أكثر استنارةً وتعاطفًا، خطاب يتجاوز التحيزات الجيوسياسية، ويدعم مبادئ العدالة وحقوق الإنسان والصحافة الأخلاقية.