المقالات

مُبتكر الكبسولة الدوائية!

كانت الأدوية في سابق العصر تُحضّر في صيغة بودرة أو سائل، فيصعب حفظها ويصعب وزن جُرعتها، وفي بعض الأحيان كانت صعبة الاستطعام والتذوَّق، إلى أن ابتكر السير “هنري سولومون ويلوكم” (١٨٥٣-١٩٣٦م) الصيدلي البريطاني من أصول أمريكية في العام ١٨٨٤م الكبسولة الدوائية أو الـ (Tablet) في صيغتها المعروفة في وقتنا الحاضر.

أنشأ “ويلكوم” مع صديق مقرّب له يُدعى “سيلاس بوروس” شركتهم الدوائية (بوروس وويلكوم) في عام ١٨٨٠م بالمملكة المتحدة، والتي تُمثل حاليًا إحدى الشركات الأربع الكبرى التي اندمجت لتُمثل الشركة الدوائية العملاقة العالمية المعروفة بـ(جلاسكو سميث كلاين) أو (GSK)، والتي تملك العديد من المنتجات الدوائية الشهيرة؛ كالمسكّن (بانادول) والمضاد الحيوي (أوغمانتن) ومدعّم الفيتامينات (سينتروم)، ومعجون حساسية الأسنان (سينسوداين) وغيرها الكثير.

كان لابتكار الكبسولة الدوائية من قبل السير “هنري” تأثير كبير في العالم الدوائي؛ فأصبح من السهل وصول الدواء للمستهلكين، مع فعالية أكبر للمرضى، وسهولة في ضبط الجرعات والتحكم في العلاج.

توفي السير “هنري” في العام ١٩٣٦م في لندن عن عمر يُناهز ٨٢ سنة، بعد إصابته بداء ذات الرئة عقب عملية جراحية فاشلة أجريت له، ولغياب وريث له تم إنشاء صندوق وقف خيري لإدارة تركته المعروفة باسم (The Wellcome Trust). يعرف هذا الوقف الخيري بكونه ذائع الصيت في الأوساط الخيرية، ويُقدر حجم أصوله الوقفية بـ٢٩.١ بليون جنيه إسترليني (١٣٧.١ بليون ريال)، مما يجعله رابع أكبر وقف خيري في العالم، وأكبر داعم خيري للبحوث العلمية في المملكة المتحدة بحسب ما ذكرته جريدة (فايننشال تايمز).

من أشهر مساهمات الصندوق الخيري: الخريطة الجينية للسرطانات أو (The Cancer Genome Project)، والبرنامج المسرّع للقضاء على مرض الإيبيولا (Ebola Emergency Initiative)؛ إضافة لمساهمته في إنشاء البنك العضوي البريطاني (UK Biobank) وغيرها الكثير من المساهمات حول العالم في صيغة جوائز تشجيعية لروَّاد البحث العلمي، ودعم للأبحاث المختلفة التي تعود بالنفع على المجال العلمي الصحي.

يُذكر أن مساهمات الصندوق الخيري تفوق المساهمات الخيرية للصناديق السيادية لكل من بريطانيا، وألمانيا، وكندا، وأستراليا، والصين، واليابان، بحسب الدراسة المنشورة في العام ٢٠١٦م، للنظر في المساهمات الخيرية التي تُقدم للبحث العلمي في المجال الصحي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى