المقالات

المرضى مابين ألم وموقف يا أمانة العاصمة

في موعد رسمي لمستشفى النور التخصصي ووفقاً لمواعيد العيادات الطبية المجدولة يوم أمس الخميس الموافق 1445/05/23ه‍ وفي تحول سريع لمفهوم الاستثمار تفاجأت بإجراءات متسارعة من شركة موقف ومن خلال موظفيها بسحب السيارات من المواقف الممنوحة لها بتصريح رسمي من أمانة العاصمة المقدسة وحقيقة أصابني الذهول وأحاطتني الدهشة مما رأيت في منح التصريح في هذا المكان..!! حتى ظننت أن أصحاب السيارات المسحوبة من المرضى قدموا إلى هذا المكان الطبي المتخصص؛ بغرض التسلية، أو لقضاء أوقات ماتعة وليس لطلب خدمات العلاج اللازمة عبر الأقسام العديدة فمنهم ولمن يهمه الأمر من أصيب بفشل كلوي، ومنهم من أصيب بجلطة دماغية، ومنهم من أصيب بإعاقة دائمة، وغيرها من الأمراض النفسية والقلبية والجلدية هذا غير مرضى السكر والضغط _ نسأل الله السلامة للجميع_ وكأن ألم المرض ومعاناة المواقف اجتمعا عليهم والله سبحانه جعل مع العسر يسراً ولكن…!!

ومشروع استثمار المواقف من المشاريع التي تقوم بمتابعتها والإشراف عليها أمانة العاصمة المقدسة مثلها مثل الأمانات الأخرى بالشراكة مع القطاع الخاص في أماكن محددة ومتفق عليها ونؤيد ما تقوم به الأمانات من تنظيم وتنسيق داخل المدينة سواء في الأسواق، أو الشوارع الرئيسة، أو الميادين العامة ولكن نتحدث هنا تحديداً عن الأماكن المخصصة للوقوف بجوار مستشفى النور التخصصي وما يشابهها ومدى المعاناة الكبيرة التي يواجهها المرضى للأسف الشديد وقد أفاد وأجاد المواطن هاني جميل نحاس حيث يقول في هذا الشأن: استثمار المواقف الموجودة حول مستشفى النور التخصصي من وجهة نظري والله أعلم أنها استثمار خاطئ؛ لأن هذا المكان.. مكان عام ويحتاج إليه جميع الناس غنيهم وفقيرهم وفي الغالب كل من يأتي إليه.. يأتي من أجل العلاج ليس المواطنين في مكة المكرمة فحسب بل حتى المواطنين القاطنين في المحافظات والقرى والهجر البعيدة مثل الليث والقنفذة والجموم وغيرها فأنا أرى أن الاستثمار في هذا المكان لا يصب في مصلحة المرضى والمراجعين من المواطنين لهذا المرفق الحكومي البارز والذي يلتمس الناس فيه ما يزول آلامهم ويعيد الصحة لأبدانهم”.

رجاء لأمانة العاصمة المقدسة التدخل العاجل في هذه المعضلة المرهقة والتي تزيد المرضى آلاما على آلامهم، وتبعث الحزن في نفوسهم. وأمانة العاصمة المقدسة ومما لاشك فيه كقطاع حكومي تدرك أننا ولله الحمد في مملكة الإنسانية فالدولة _وفقها الله_تستضيف ومنذ عقود مضت المئات من المرضى من جميع أنحاء العالم ليس بمفردهم بل حتى بأسرهم وبلا أي أدنى مقابل يذكر وهي لا ترجو من ذلك إلا إدخال السلامة على أجسادهم، والبسمة على محياهم، وهنا مواطنون نثقل عليهم باقتطاع مساحات واسعة من الأماكن؛ بحجة الاستثمار مع العلم أن المواقف الحالية في مجملها لا تفي بالغرض في مكان يفترض فيه ومن باب الإنسانية والمسؤولية الاجتماعية استثناء مثل هذه المواقف من الاستثمار خاصةً وأن بعض العيادات مكتظة بالمراجعين وهذا مايضاعف من تكاليف الرسوم لطول الانتظار، هذا غير حاجة بعض الموظفين للمواقف الخارجية وأرض مكة مباركة وأهلها وضيوفها يستحقون مما يساهم في تخفيف الكثير من المعاناة على المرضى. فأغلب المرضى بطبيعة الحال لا يأتون بمفردهم وإنما بمرافق سواء زوجة أو ابن أو بنت أو سائق يستلزم الأمر تواجدهم بالقرب منهم مباشرةً بعيداً عن البحث الطويل عن مواقف مجانية؛ لأهمية الالتزام بالحضور بوقت كافٍ قبل الموعد، مع عدم إغفال من يأتي من خارج مكة المكرمة، وعلى أي حال يا أمانة العاصمة” الراحمون يرحمهم الرحمن” فالرحمة والشفقة والمواساة من البدهي أنها من ضمن بالغ اهتماماتكم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى