المقالات

القيادة الريادية والسّمعة التنظيمية للمدرسة

تُعبّر السمعة التنظيمية عن مزيج من التوقعات والتصورات لدى المستفيدين من المدرسة وأصحاب المصلحة، والتي تتشكَّل مع مرور الوقت من قبل أفراد المجتمع الخارجي، ويتم تطويرها لتعكس صورة إيجابية عن قدرة المدرسة على تلبية حاجات المستفيدين، وتحقيق أعلى درجات الرضا لديهم، ويمكن القول بأن السمعة التنظيمية للمدرسة تُعد أحد الأصول الاستراتيجية غير الملموسة، وتمثّل أهمية خاصة من منظور المستفيد النهائي للمنتج التعليمي (الجامعات، وسوق العمل) أو من خلال الصورة التي تتشكَّل في أذهان أولياء أمور الطلاب، والمعلمين، أو من خلال تلبية توقعات المجتمع الخارجي.

ويتوقف بنا السمعة التنظيمية الجيدة للمدرسة على تبني الهيئتين التعليمية والإدارية لممارسات تعليمية مبتكرة ترتقي بالأداء التنظيمي، وتنعكس على جودة العملية التعليمية إضافة إلى المبادرات النوعية التي تُجسر العلاقة مع الأسرة والمجتمع، والتي تُحفز على تفاعل الطلاب مع أولياء أمور الطلاب حول العملية التعليمية؛ مما يؤدي إلى تشكل صورة مميزة عن المدرسة، ويجعلها معيارًا لتفضيل المدرسة دون غيرها لدى أفراد المجتمع المحلي.
ويميز المستفيدون من المدرسة (الطلاب، وأولياء الأمور)، وأصحاب المصلحة السمعة التنظيمية للمدرسة من خلال مستوى الانضباط المدرسي، وجودة التعليم، ونتائج المدرسة، وترتيبها في الاختبارات المعيارية، والتي يتميز من خلالها الأداء القوي والضعيف للمدرسة.
وتتأكَّد أهمية الإدارة المدرسية في بناء السمعة التنظيمية للمدرسة بتبني أسلوب القيادة الريادية التي باتت من أهم الأساليب القيادية الحديثة، والتي تبرز الحاجة لها أكثر من أي وقت مضى عطفًا على حجم التحديات التي تواجهها المدرسة اليوم، والضغط المُتنامي من المستفيدين وأصحاب المصلحة؛ لتحسين وتطوير الممارسات التعليمية؛ لتجويد مخرجات العملية التعليمية .

وتتسم القيادة الريادية المدرسية بالتفكير الاستراتيجي واستشراف المستقبل، والتركيز على الابتكار، واستغلال الفرص، وخلق ثقافة مدرسية مُتجددة تقبل التغيير، وتسعى لتعزيز قيم المواطنة التنظيمية لدى المعلمين، وترسيخ قيم المخاطرة والتجريب والابتكار لديهم؛ لتوليد المعرفة، وجعل المدرسة مدرسة متعلمة تُفكر، وتبتكر، وتطور، ويتجاوز دور مدير المدرسة لبناء السمعة التنظيمية الأدوار التقليدية للمدير، والعمل الجاد على تغيير الفكر والممارسات لدى المعلمين، وتمكينهم تمكينًا حقيقيًا يحقق لديهم الاستقلالية، ويشجعهم على الإبداع والابتكار.

• مديرة مدرسة ثانوية

هيفاء محمد اليماني

مديرة مدرسة ثانوية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى