حوار: عبدالله الطفيلي- الرياض
الفنان أحمد الزهراني ممثل وكاتب سطع نجمه من خلال المسرح والمسلسل الشهير “شباب البومب”، الذي كتب منه ٥٠ حلقة، وكذلك شارك في أدوار تمثيلية في العديد من الحلقات.
وحرصت “مكة” الإلكترونية على مقابلة “الزهراني” للوقوف على أسباب النجاح والتألق المتواصل على مدار السنين الماضية، فكان الحوار التالي:
*لكل متألق حكاية.. فكيف كانت بداية دخولك عالم الفن؟
-تقريباً في عام ٢٠١١ توجهت لمقر جمعية الثقافة والفنون بالرياض، والتحقت بدورة إعداد الممثل، ومن خلالها شاركت في مسابقة مسرح شباب الرياض، وحصلت على جائزة أفضل ممثل تسلمتها من الأستاذ سلطان البازعي رئيس الجمعية حينها، والرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية بوزارة الثقافة حالياً.
*من المعروف أنك متعدد المواهب من الكتابة للتمثيل.. أيهما الأقرب لقلبك؟
– حسب معطيات العمل، أحيانا بعض الأفكار تغريك لكتابتها، والبعض الآخر يغريك لتمثيل أحد الأدوار.
*رغم حضورك الفاعل على المسرح إلا أن الجمهور عرفك من خلال حلقات “شباب البومب”.. ألا ترى أن التلفزيون أخذك بعيدا عن المسرح؟
– لا شك أن المسرح هو الأرضية الصلبة التي يتأسس من خلالها أي فنان، ولكن سوق العمل له لغة مختلفة تحدد مسار الفنان، والقرب للجمهور الأكثر تفاعلاً وتأثيراً هو مبتغى أي موهوب يريد إيصال فنه.
* هل تحدثنا عن دورك في مسلسل “شباب البومب”؟
– بدأت بالكتابة رفقة ورشة النص في الجزء الخامس من العمل، وكذلك مثلت العديد من الأدوار، ومنذ ذلك اليوم إلى الآن كتبت ما يقارب خمسين حلقة، وعملت كمساعد مخرج في الجزء العاشر، بالإضافة لإدارة ملف الرعاية للمسلسل من الجزء العاشر حتى الآن.
* من يقف خلف التميز المستمر لمسلسل “شباب البومب” الذي أصبح وجهة أساسية للجمهور في شهر رمضان كل عام؟
– الاسم الأول بلا تردد هو الفنان فيصل العيسى الذي يقف على كل التفاصيل، من الإشراف على ورشة النص إلى قيامه بدور البطولة والإشراف على التفاصيل الإخراجية والإنتاجية بكل حرص، بالإضافة لزميلي الأستاذ عبدالله الوليدي الكاتب المميز في العمل منذ الجزء الثاني، ثم عديد الكتاب المميزين مثل محمد الفهادي وعلاء حمزة، وأخيراً فريق الإنتاج القادر على تذليل كل الصعاب وتسهيل مهمة المخرج والممثلين.
*دائما ما تحظى حلقات “شباب البومب” بالقبول لدى المشاهدين وهو ما يظهر عبر مواقع التواصل الاجتماعي.. ماذا يعني لك بصفتك أحد القائمين على العمل؟
-يعني أن جهدنا كان في مكانه الصحيح، في نهاية الأمر الجمهور لن يجامل، فما يعجبه سيصفق له بلا تردد، وهذا ما نضعه دائمًا هدف لنا، ونسعى لتحقيقه كل سنة من خلال تلافي الأخطاء والبحث عن إعجاب المتابعين دون الإخلال بهوية العمل.
* هل تؤيد الرأي الذي يرى أن “شباب البومب” دون منافس في الوقت الحالي؟
-لا نفكر في المنافسة بقدر ما نفكر في نيل رضا الجمهور الذين هم أساس استمرار نجاحنا.
* هل يحتاج أي عمل فني لما يشبه الكنترول لخلق تجانس بين الفريق الواحد للوصول للغاية والأهداف المطلوبة؟
– بالتأكيد، التسلسل الهرمي في أي عمل من أسس النجاح، ومن شأنه تحقيق الأهداف وتنظيم العمل الإبداعي بشكل يصب في مصلحة العمل.
*هل عودة ثنائية السدحان والقصبي في “طاش العودة” تشكل لديكم هاجسا فنيا للمنافسة؟
– سعدنا بعودة طاش كونه يحاكي لحظات حنين لن تُمحى من ذاكرتنا، ولطالما تعلمنا من الأساتذة ناصر القصبي وعبدالله السدحان في صغرنا الكثير من خلال الحس الفني الذي يستهوينا منذ الطفولة، ومن ناحية الأفضلية في العام الماضي فالأمر متروك للمشاهد.
* التنوع الفني الذي تقومون بتقديمه مع التركيز على الجانب الفكاهي قد يكون أهم أسباب جذب الجمهور.. هل تؤيد ذلك؟
– نعم ، وأضيف عليه مزج بساطة الطرح بعمق الموضوع، وهذه أصعب توليفة نعمل عليها، وهي سر نجاحنا في توسيع شريحة المتابعين عاماً بعد آخر.
* هل هناك ما يميز “شباب البومب” غير ما تم ذكره؟
– إعطاء الفرص، من الممكن أن يشاهد أحدهم “شباب البومب” من بيته هذا الموسم، ويجد نفسه مشاركاً في الجزء التالي إما في التمثيل أو الكتابة أو طرح الأفكار.
والجميل أن أسرة العمل منفتحة تجاه فكرة تصدير المواهب بشكل لم يسبقه فيها أي عمل سعودي، وتستطيع قياس ذلك من خلال تجارب الأداء التي تقام كل سنة، وعدد الممثلين المشاركين في كل موسم الذي يصل إلى ما يقارب ٢٠٠ شخصية ثانوية في كل جزء، بالإضافة لاستقبال أكثر من ٣٠٠ إيميل سنوياً تحمل اقتراحات وأفكار الجمهور يتم فرزها وقراءتها وتنفيذ بعضها كحلقات ومنح صاحبها حقه الأدبي والمادي أيضاً.
* هل ترى تركيبة “نص مميز ومخرج محترف وفنانين بارعين” كفيلة لضمان نجاح أي عمل أم هناك إضافات أخرى؟
– الجزء الأهم هو الإخلاص في التطبيق وإعطاء العمل كل الجهد وليس الاعتماد على النجاح النظري.
* يرى البعض أن هناك شح في كتابة سيناريو الدراما التلفزيوني.. هل تذهب مع هذا الاعتقاد؟ وما هي الحلول من وجهة نظرك؟
– بالعكس، أرى أن أقوى نقطة لدينا في الدراما السعودية هي النصوص، وقد تطورت كثيراً في السنوات الأخيرة، وما ينقصنا هو ترجمة هذه النصوص لأعمال درامية مؤثرة من خلال التمثيل والإخراج، وأنا هنا أتحدث عن الدراما وليس البرامج الترفيهية، ربما تهمة ضعف بعض الأعمال ترمى على الكتّاب لانهم دائماً في الظل ولا يملكون حق الرد على النجم الجماهيري المُصدّق دومًا فيما يقول.
* كيف تريد أن تنهي اللقاء؟
– استغل هذه الفرصة لتوجيه تحية إجلال وإكبار وعرفان لوالدي الفاضل ووالدتي العظيمة، أطال الله عمرهما على ما يحب ويحبون، ولكل أهلي ومن صادقني الود والشعور والدعم، وأعدهم بالمزيد من التقدم بعد توفيق الله، وشكر خاص لك أستاذ عبدالله كشخص رائع وإعلامي قدير على هذا الحوار.