إذا كنت تعتقد أنك أذكى شخص في الغرفة فأنت في الغرفة الخطأ..
ربما يرمي كونفوشيوس إلى حالة التكامل ومستقبلها وما يجب حولها من ظروف وما تعطيه من مخرجات وعليه فهذا الذكاء الذي تراه فيه نفسك وكأنك في حالة تميز واستقلال عن المحيط ربما تكون صورة سلبيه لاعتقاد خاطئ او صورة حقيقية بتعاطيٍ غير مجد مع ما هو كائن وفي الحالتين نتيجة غير مرضية وغاية لا تحمد.
تقدير الذات والثقة بها واصطناع الزهو شي لابد منه وخاصة مع هذا الوقع الذي يحاول النيل منك في كل مره كما أن حولك من لا يؤمن بك وهذا بطبيعة الحال ليس للتنقص، بل للمضي وعدم التعثر وهو حسنٌ في بابه، وخلف ما يجب بعض مما لا يجب ومما لا يجب طريق يحرمك استثمار ما لديك من عقول ومشارب وثقافات بدعوى أن ما لديهم أقل من أن يسمى إضافة وأنك تُلحق ولا تلحق وتعطي ولأتأخذ باستكبارٍ لم تصرح به لكنك في الحقيقة كنت أفضل من يفعّله ويسير به.
قد يقصد فيلسوف الصين خاتمة السوء لكل من يعيش في بيئة أقل مستوىً منها في قدرات العقل والوعي، وكيف يجني على نفسه من خلالها، ولعلنا نأخذه مستقبلاً من هذا الجانب، ولكن بزاوية أخرى أكثر دقة سنقف على ذلك السور الذي نصنعه على أنفسنا حتى صيرنا نزهد في تلك العقول، ونحتقر بطريق أو بآخر ما تنتجه، فنحن في نظرنا الأذكى والأفضل والأكمل، وبهذا تتجدد البيئات دون أن نتجدد، وتتعد القنوات المغذية دون أن نفتح لها باباً أو نقيم لها جواباً، وهو ما يمكن أن نصنعه لذواتنا في باب التقصير والهدم.
أنا أذكاهم و”ربما”.. ولكن لكل قيمته التي اختص بها وحين خُلقنا جعلنا الخالق درجات، ولكن مما هو حتمي أن لديه الكثير مما ينقصني وينقصه الكثير مما وُهبت، وإلا فما هو التكامل الذي جعله الله سيرة للبشر في تعاطي البشر والنموذج الأفضل في سياسة هذا الكون، فاشتق من الكمال المنشود الذي نطمح له دون أن نحصّله، ونبحث عنه دون أن نصله، وسيبقى الكمال عزيز، ومع صعوبته نحاول أن نبلغه، وبمجرد المحاولة يشعرنا بالرضا ونحوز الدرجة وهذا عنوان النجاح.
ختاماً.. ما لديك جيّد ينقصه غيرك ليكتمل به، إلا إذا ارتأيت أن يبقى كما هو، وحينها لا تلم نفسك على الجمود وربما الانحسار، وتلعن الذكاء الذي أوصلك لهذا.