طلب غوتيريش بتفعيل المادة 99 من قانون الأمم المتحدة، وهذه المادة التي لم تستعمل تُتيح لأمين الأمم المتحدة إذا شعر بأن هناك ما قد يُهدد السلم والأمن الدولي أن يطلب من مجلس الأمن أخذ ذلك في الاعتبار، وهي مادة للإحاطة بخطورة الوضع وليست ملزمة، والحقيقة أن لا مجلس الأمن ولا المجتمع الدولي الذي معظم الدول تُطالبه بالاضطلاع بمسؤولياته، سيأخذه في الاعتبار. فالمجتمع الدولي هذا غير موجود والذي تُمثله الأمم المتحدة؛ فهو كيان لطق الحنك فقراراته لا قيمة لها؛ وخاصة في الحروب وكبائر الذنوب. أما مجلس الأمن الذي أنشئ ليكون الذراع التنفيذي لقراراتها؛ فقد أصبح الأداة المعطلة لها وخاصة العادلة منها، ومجلس الأمن المكون من خمسة عشر عضوًا.. عشرة منهم لا حول لهم ولا قوة فقط برستيج. وهؤلاء العشرة معظمهم عُملة بوجهين الظاهر منها لوطنهم، والخفي لخدمة أهداف أحد أعضاء الدول الخمس.
منذ تأسيس الأمم المتحدة عام 1945، بلغ عدد مرات استعمال حق النقض 293 مرة. استخدمه الاتحاد السوفيتي ووريثته روسيا 143 مرة، والولايات المتحدة 84 مرة، وبريطانيا 32 مرة وفرنسا 18 مرة، بينما استخدمته الصين 16 مرة. أمريكا تكفَّلت لإسرائيل باستخدام الفيتو لحمايتها من أي قرار يصب في مصلحة فلسطين. وآخر فيتو استخدمته لصالحها قبل عدة أيام هو لعدم وقف الحرب. فيتو أمريكا ذو نكهة إسرائيلية فأكثر من نصف ال 84 مرة، استخدمته لصالحها، وبالتالي فهي ضد فلسطين. المجتمع الدولي الذي يُناشده بعض أعضائه لكي يوقف الحرب هو في الواقع شبح ولا صدى له، وإذا أردنا أن نسمي الأشياء بأسمائها فأمريكا هي التي بيدها الحل والعقد ولا غير. فهي من ترعي مصالح إسرائيل والغطاء الدولي لحمايتها عيني عينك. فهي الآن تري أن إسرائيل لم ترتوِ من دماء الفلسطينيين، وتعتقد أنها عندما تقتل المدنيين فذلك ليس عن قصد يعني إذا خبط عشواء فلا بأس فلها أن تقتل ما تشاء. إذا تماهت قناعة بعض المجتمع الدولي مع نظرة أمريكا نقول هل 20000 قتيل في نظر أمريكا، ومن علي شاكلتها كلهم أعضاء في حماس؛ وخاصة الأطفال المصائب الدهاة والذين من يوم ولدتهن أمهاتهن بدل ما يقولوا ما ما قالوا (هماس أو خماس) فهم أولاد يلعبون بالبيضة والحجر، ولا بد أن يتربوا ويدفعوا ثمن فهلوتهم. حماس كان لها دور سلبي في الكيان الفلسطيني أضعف دور السلطة الفلسطينية وعدة تصرفات منها قيامها بتحركات دون التنسيق أو وضع النتائج الكارثية في الحسبان. ولكن هذا لا يُبرر الهجوم السافر السادي من إسرائيل بحق المدنيين. أمريكا تصرح كل يوم أنها مع حق إسرائيل الدفاع عن نفسها؛ فليس من حق الفلسطينيين الدفاع عن أنفسهم من المحتل وقواته “رايحة جية” في الضفة وكل يوم، وهي في مخيم تعتقل وتقتل من تشاء.
لقد اعتقلت من 7 أكتوبر أكثر من ثلاثة آلاف فلسطيني من الضفة ليبلغ عدد من في سجونها 8000 فلسطيني، وقتلت حوالي 300. اتفاقيات إطلاق السجناء المفروض تكون بمعايير أشد فإسرائيل تأخذ باليمين أضعاف ما تعطي باليسار.. الذي أريد أن اؤكده أنه لا أمم متحدة ولا مجلس الأمن سيفعلان ما يفيد لصالح إيقاف الحرب؛ فمن قصيرها ماما أمريكا هي عرَّاب الموقف. ولكن لن تتحرك إلا إذا وجدت مصالحها في خطر جدي لا ليس فيه سواء من الداخل أو الخارج حينها قد تُناشد إسرائيل، وترمي في حضن نتنياهو القبعة و”تكفا يا نتن” (من باب الدلع) وقف حملتك الدموية. و”معليش” هذه المرة امسحها في قفانا. ولكن بعد أن أصبحت غزة قاعًا صفصفًا. والله يعلم كم قتل من الشعب الفلسطيني. حماس تشعل المواقف وفي كل مرة يقتل من الفلسطينيين أضعاف وأضعاف وتدمر البنية التحتية، ومعظم منازل الشعب في غزة هدمت. ناهيك عن الآثار النفسية التي تلحق بالمدنيين وبالذات الأطفال. وتعالوا يا عرب وينكم توسطوا وعمروا وتبرعوا. يشعلون النار وعلي العرب ترميم آثار تصرف لم ولن يعرفوا بتوقيته ولا آلياته ونتائجه، وليس لهم حمد بل ولا يسلمون من الأذي والنكران. ستنتهي الحرب وتبدأ رحلة معاناة شعب سيعود لينام في العراء فلا سقف يظله ولا ما يكفي من الزاد والماء والدواء.. إنها رحلة إعادة توطين صعبة مؤلمة وطويلة لا تلعب حماس أي دور في رحلة التعافي هذه عدا إلقاء اللوم علي الدول العربية التي في نظرها لم تسلمها الخيط والمخيط من المعونات حتى تتصرف بها كما تصرفت بالأموال السابقة، وهذا بالنسبة لها مربط الفرس. قد بعد حين تحل بعض المتطلبات اللوجستية في غزة، ولكن من يعوض النساء أزواجهن والأطفال أمهاتهم. لا أحد.