حقيقةً منذ فترة ليست بالقصيرة، والجميع ممن يعيشون في هذا الوطن المعطاء من مُمارسين ومتخصصين، قد لاحظوا الهجوم الكبير والشرس وغير المُبرر بل المُخطط له على بلدي المملكة العربية السعودية؛ عبر حسابات وهمية زائفة تقوم بنشر تعليقاتها السلبية على كل مقطع وفيديو في تطبيقات الإعلام الرقمي؛ من خلال السباب بأبشع الألفاظ وأقذرها، دون أي تدخل من قبل إدارة هذه التطبيقات، مُعلنةً رضاها التام عن كل هذه التصرفات والسلوكيات غير الأخلاقية والتي لا تمت للإنسانية بصلة، والمزعج في الأمر هو عدم الرد على كل هذه الإساءات من خلال توضيح الدور الكبير الذي تقوم به المملكة العربية السعودية من تضحيات ومعونات تُقدمها من أجل استقرار المنطقة، والذي يعرفه أصغر مُمارس لهذه التطبيقات، يقومون باتخاذ إجراءات صارمة ومُشددة على هذه الردود وكأنهم أجرموا، وتهمتهم دفاعهم عن وطنهم، مُحذرين لهم بأن لا ينتهكوا السياسة الخاصة بالتطبيق؛ والتي اتضحت في كونها تميل وتدعم أي هجوم على المملكة العربية السعودية، وعلى سبيل التوضيح ما نراه اليوم من إدارة تطبيق “التيك توك”، والذي لولا الأموال السعودية التي قد تمَّ ضخها من قبل الداعمين في البث المباشر للتطبيق، وحصولهم على نسبة كبيرة من هذه الأموال تصل إلى 70%، لما أصبح هذا التطبيق من أشهر التطبيقات ولما وصل إلى ما وصل إليه، وللأسف نظير هذا الإحسان وهذا الكرم وهذا التعامل الحسن من قبل الجمهور المُمارس لهذه التطبيقات هو قبولهم لأشد أنواع السباب على المملكة العربية السعودية، غير مهتمين ولا مُكترثين بمشاعر هؤلاء الممارسين بل يصل الأمر في خططهم إلى أن الدفاع عن الوطن هو جريمة وضد الحرية، متخذين سياسة “تكميم الأفواه” من خلال حذف جميع التعليقات الإيجابية عن المملكة، مُسخرين طاقتهم وإدارتهم للنيل من خلال دعمهم ونشرهم للأمور والألفاظ التي تسيء للمملكة، الأمر الذي لم يتقبله ولن يتقبله أي شخص مُقيم على هذه البلد، والذي أشعر المُتابع والمُشاهد والمُمارس لهذه التطبيقات بضرورة التدخل لاتخاذ موقف صارم تجاه ما يحصل، فتحوَّل دوره الذي كان يتلخص في المتابعة والمشاهدة ليرفه عن ذاته، إلى دور تنموي أكبر وأرقى وهو دور المراقب المسؤول الباحث عن المحتويات المُسيئة، ومن ثم نشرها والتحدث عنها من خلال عمل هاشتاق عبر منصة (X) وتحت عنوان #حجب_التك_توك_مطلب_وطني، وما يعطي الأمر جماليةً وتميزًا هو الاهتمام الكبير من الجهات المعنية والمسؤولة بالأمر حتى تم اتخاذ القرار الذي كان الجمهور يُطالب فيه وهو حجب البث في هذا التطبيق، وكم أتوق إلى قرار يفيد بحجب هذا التطبيق نهائيًا لكونه تطبيقًا غير تنموي ولم يُقدم أي فائدة مجتمعية تحقق العلو الثقافي والارتقاء المجتمعي الذي هو غاية الرؤية (2030) والهدف الذي يسعى له عرَّابها سمو الأمير محمد بن سلمان، أخيرًا ما يُسعدني كمتخصص وحفزني لكتابة هذه المقالة: هو معرفة كل شخص داخل هذه المنظومة المجتمعية بدوره الرئيس والأساس، بدايةً من الجمهور عندما ارتبط الأمر بالمساس بوطنه قام بتغيير وترقية دوره الذي يتلخص في المتابعة والمشاهدة إلى دور المراقب المُتابع لكل المحتويات المؤذية وغير الهادفة، وتقديمها وتوصيلها للجهات المختصة التي بدورها قدرت هذا العمل الذي ينمُّ عن الشعور بالمسؤولية تجاه الوطن، من خلال تنفيذها للنظام واللوائح تجاه كل من خالف دون الاهتمام بالمخالف إن كان فردًا أو تطبيقًا، ولنا في ذلك نماذج كثيرة وضحت أهمية التواصل بين الشعب والمسؤولين؛ لتحقيق مجتمع تنموي شامل ومستدام وللقضاء على كل هذه السلوكيات العابثة وغير الهادفة، فالمساس بالوطن أمر غير مقبول ولا يمكن التهاون فيه، فالوطن خط أحمر ..
– عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى